الاثنين، 3 يناير 2011

الحلقة الاولى: الضفدع الوردي (للاسف لم اكمل لها ثانية)


الحلقة الأولى : الضفدع الوردي
قال شهريار وهو يتثاءب : قولي لي يا شهرزاد, ما أمر تلك الحيوانات الغريبة والمخلوقات العجيبة التي تحديني عنها؟ تزعمين بوجود حصان طائر وغول ثائر أو ثعبان برأسين يطارد رخا أثقل من فيلين!
قالت شهرزاد : أو ترى في هذه المخلوقات أنها غريبة؟
قال شهريار : هي غريبة حقا وأتمنى لو اقتنيت مثلها. ملك في مثل جبروتي يزيد بهاءه بامتلاك تلك المخلوقات القوية.
قالت شهرزاد : ليس كل تلكم الأعاجيب النادرة والمخلوقات المذهلة قوية مدمرة, فلو سمعت مني يا مولاي حكاية ما أصاب التاجر عبد الرحمن وابنته لعلمت أن الخطر يأتي من مستصغر الشرر وأن العجب يأتي من أقل الكائنات شأناً
قال شهريار : وما أمر هذا التاجر وما حكايته
قالت شهرزاد : كان يا ما كان في سالف العصر والأوان كان في زمان وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام
كان هناك تاجرا يدعى عبد الرحمن. وكان متوسط الحال, يتاجر بماله القليل بين البلدان بحثا عن رزقه هو وأهله
وكان عنده ابنة شابة يشهد الناس لخلقها ومرحها.
أراد هذا التاجر أن يهدي ابنته ذات يوم هدية فريدة. كان في مدينة مزدهرة في قلب بلاد الحبشة وجد بها نفائس لا حد لها لكنها كانت قريبة من العين وبعيدة عن القدرة.
أخذ يقلب في بضائع تاجر أريب اشتهر بين الناس أن من يأتيه لا يخيب, فحتما هو واجد ما يبغي ريريد.
لكن ما رآه إما كان غاليا أو معروف في بلده لا تفاخر به ابنته أحدا.
وكاد أن ينصرف من متجر التاجر الحبشي خالي الوفاض.
وعز على التاجر الحبشي أن يفقد شهرته وأن يعيد شخصا ما خائبا فناداه مسرعا وقال
:ماذا تبغي ولم تجده؟
قال عبد الرحمن : إنما كنت أبحث عن هدية فريدة لا مثيل لها لابنتي.
: وما أكثر هذه البضائع في متجري.
: لكنها باهظة الثمن لا أقدر عليها.
صمت التاجر الحبشي مفكرا قبل أن يقول عندي شيء فريد لا مثيل له ولكن أهل المدينة هنا يرغبون عنه فقد أبيعك إياه بسعر زهيد على شرط.
نظر له عبد الرحمن متسائلا فأكمل التاجر الحبشي : هذا الضفدع النادر ذو لون وردي! مخلوق لن تجد له مثالا في أي مكان. قد تجد ضفدعا أخضر أو أحمر أو رمادي لكن الضفدع الوردي حيوان نادر جدا والناس ترى أن به شؤما -لكني أظنك لست ممن يهتمون بهذه الأمور- سأبيعك هذا الحيوان الفريد الغريب الذي لن تر قرينات ابنتك له مثيلا في كل البلاد لكن عدني ألا تهمله أبدا. عليك أن تحرص بنفسك على تقديم الطعام له والشراب.
فكر عبد الرحمن في نفسه فوجدها مهمة سهلة فأسرع بشرائه من التاجر.
لكنه ما أن خرج من عنده حتى قال لنفسه : تبا لي, قد خدعني هذا الحبشي فباعني ضفدعا. ضفدعا! مهما كانت ندرته فلن يكون له قيمة في عين ابنتي او أي عين أخرى. ما هذا السخف! اشتريت تلك الحقارة السخيفة؟ ألهاني بحديثه عن الندرة والشروط وتلك الأشياء. لعله يستخدم السحر ليفتن زبائنه.
ثم كاد أن يلقي بالضفدع بعيداً لكنه تذكر وعده للحبشي فتراجع إذ أحس بوخز الضمير أن يسرع بحنث عهده بهذه السرعة.
اشترى عبد الرحمن بعض الحرير لابنته وذهب ليلحق بقافلته وعاد لمدينته.
*************************
استقبلت فلة والدها بسعادة وهي متلهفة لرؤية هديتها الجديدة فأسرع الرجل بإخراج الحرير لها حتى لا تبحث وسط المتاع وتكتشف هذا الضفدع الغريب الذي بدا له مسألة محرجة.
شكرت فلة والدها كثيرا وأسرعت لأمها لترى كيف تصنع منه ثوبا فريدا لا تملك زميلاتها مثله بينما تسلل عبد الرحمن لمخزنه أسفل المنزل ليضع باقي بضائعه ومعها هذا الصندوق الزجاجي الصغير الذي يحوي الضفدع.
مرت الأيام وأتى موسم التجارة الجديد واستعد عبد الرحمن للرحيل مع قافلته الجديدة.
أعد كل شيء وتجهز لكل أمر فزوجته ستهتم بالمتجر في غيابه وابنته ستتلقى دروسها مع بنات زملائه من التجار في منزل الشهبندر وسيحرص شقيقه على الاطمئنان على أهله.
كما ترون أعد كل شيء للرحيل ولم ينسى أي أمر.
باستثناء أمر واحد, الضفدع البمبي.
مضت الأسابيع الطويلة في رحلة عبد الرحمن ولم يتذكر هذا الضفدع إلا نادرا وقد قال لنفسه : لابد أنه مات الآن. الضفادع لا تعيش طويلا كما أظن ولعلي لم أنقض عهدي لهذا الحبشي إذ أن الأمر لا يزيد عن نسيان بسيط وقد رعيته وقتا أطول من اللازم تلك الحشرة الضئيلة.
لكن بينما كان عبد الرحمن يهون على نفسه مخالفته لهذا الوعد كانت فلة ابنته تنزل للمخزن لتحضر لأمها بعض البضائع للمتجر.
أخذت تخرج اللفافات والصناديق الثقيلة وإذا بها تسمع صوت تحطم بعض الزجاج.
نظرت في فزع وهي تخشى أن تجد قنينة عطر محطمة لكنها وجدت بعض ألواح زجاجا لم تدرك أنها كانت صندوقا إلا عندما رأت هذا الضفدع.
لم تفهم لماذا بدا لها هذا الضفدع جميلا جدا جداً وأسرعت تنتشله من حطام قفصه لتضعه في دورق كبير.
أنهت عملها المرهق وأسرعت لحجرتها لتأخذ قدراً من النوم.
ما أن أغلقت عيناها حتى سمعت صوتا يقول لها : شكراً!
ظنته حلما يراودها أثناء النعاس فتجاهلته حتى أصبحت.
في الصباح غسلت الفتاة وجهها واستعدت متثاقلة لتخرج لمنزل الشهبندر لتتلقى مع صديقاتها دروسها.
كانت تكره هذا الذهاب, فمنزل الشهبندر الفخم يعين بناته على التفاخر بغناهن وثرائهن وباقي زميلاتها لا يدخرن جهدا للتباهي عليها. هن لا يستطعن منازعة بنات الشهبندر الثلاث في ما يملكن فلا يجدن غير فلة المسكينة أقلهن شأنا لكي يغظنها ويتعالين عليها.
نظرت ببؤس لهذا الثوب الحريري الذي لا تستطيع ارتدائه للدرس لأن والدتها تقول لها : هذا أثمن أثوابك فادخريه لأثمن مناسباتك ولا تبليه في درس أو عمل.
تنهدت وهي تتناول الثوب القديم المصنوع من الكتان وتقول :أتمنى لو لم أذهب اليوم أو لو كان هذا الثوب مزينا باللولؤ.
سمعت هذا الصوت يقول لها : أيهما تختارين؟
نظرت خلفها في فزع فلم تجد شيئا. فقط أدواتها وملابسها وهذا الدورق الكبير.
تعلقت عيناها بالدورق وقالت : لابد أني أتوهم. على أي حال قبل أن أرحل فيجب أن أترك لهذا المسكين طعاما وشرابا. ترى ماذا تأكل الضفادع؟
وجدت الضفدع يفتح فمه ويقول لها : لا آكل شيئا. أرجوك لا تطعميني. أجلسني والدك في تلك الحجرة المظلمة شهورا لا يكف عن اطعامي. أنا لا أحتاج للطعام فهو يثقل لساني ويعجزني عن الحديث.
جمدتها المفاجئة للحظة ثم انحنت على الضفدع مبهورة وقالت : أنت تتكلم.
رد عليها : أتكلم وأرقص وأغني وكل ما تشائين. فأنا ضفدع سحري أستطيع فعل الكثير.
قالت بانفعال : يجب أن آخذك معي لصديقاتي. ستحترق قلوبهن من الغيرة عندما يرين ما أملك.
قال الضفدع : لا لا. إياك أن تفعلي هذا. لو ذهبت لهم فربما تفكر إحداهن في سرقتي.
صمتت ولم ترد رغم أنها تعرف صديقاتها جيدا وتدرك أن أياً منهن لن تفعل هذا الأمر.
قال الضفدع : وجدتك مهمومة وسمعتك تتمنين. لو طلبت مني شيئا فأنا أقدر أن أنفذه لك. فكما أخبرتك أنا ضفدع سحري أستطيع فعل الكثير.
صمتت قليلا وهي تفكر ثم قالت بحماس : امممممم حسناً أتمنى أن يكون ثوبي هذا مزينا باللؤلؤ مثل ثوب غيداء بنت الشهبندر.
رد الضفدع في أسف : لا أعرف ثوب بنت الشهبندر........... ولكن ربما يمكنك الاكتفاء بهذا؟
وسمعت الفتاة صوت فحيح ورأت ضوء ساطع فأغمضت عيناها وفتحتهما لتجد أمامها أروع ثوب يمكن أن تحلم به. كان جميلا أنيقا مزينا بفصوص رفيعة جدا فتمنحه بريقا كأنما يشع من القماش نفسه وعليه زخارف دقيقة لورود وزهور تضج بالحياة.
مدت فلة يدها تلمس الثوب فإذا به يعود لهيئته القديمة البالية
قال لها الضفدع : مهلا مهلا. أنت تطلبين وأنا أنفذ.......بثمن.
سألته متوجسة : أي ثمن هذا؟ أرجو ألا يكون شراً؟
ضحك الضفدع وقال : شراً؟ كلا كلا. من أنا لتظني في ظناً؟ أنا لا أطلب إلا أمور بسيطة ولا أفيد منها شيئا. إن هي إلا دروس تجعلك أقوى في الحياة الصعبة وتحمي سحري من أن يضيع.
قالت بلهفة : إذن فأرجع لي الثوب وسأمنحك ما تطلب.
قال لها : هذا عكس ما أطلب.
: ماذا تعني؟
: ما أطلبه هو ألا تمنحي شيئا. عليك أن تكوني فتاة قوية لا تضعف أمام من يخدعونك لتفقدي ما تحبينه لكي تحصل عليه زميلة أنانية جشعة. قولي لي ألم يحدث هذا معك؟
ردت بتردد : ذات مرة كان معي حبرا ذو لون بنفسجي جميل اشتراه والدي من دمشق فأخذت الفتيات يستعرنه مني حتى نفد.
قال الضفدع بدهشة : يستعرنه؟ هل استطعن رده؟
قالت ببطء : طبعا لا ولكن..........
قال لها : بنيتي! لا تكوني ضعيفة. إياك أن تمنحي شخصاً لا يحتاج شيئاً تحتاجينه. فأنت هكذا تدلليه وتفسديه وتخسري ما تملكيه, هذا درسي الأول لك. والآن إن أردت الثوب الزينة فما عليك إلا أن ترتدي ثوبك وستجديه قد أصبح رائعاً. لكن عليك ألا تمنحي أي شخص أي شيء وأنت ترتدينه. لو فعلت فسيعود في لمح البصر ثوبا قديماً مهلهلا تكرهه صديقاتك ولن أمنحك مثله أبداً
وعدته الفتاة متلهفة وارتدت الثوب ذو اللؤلؤ الجميل وخرجت متبخترة تثير غيظ صديقاتها.
خرجت فلة منتشية بانتصارها الذي أحرزته على الفتيات لتقابل سائلة عجوز :أيتها الشابة الغنية. لم أذق الطعام أياما. هلا أعطييتني مما أعطاك الله.
كادت فلة كعادتها تخرج لها قروشاً قليلة قبل أن تتذكر وعدها وتخاف على ثوبها الغالي فتجاهلت السائلة وهرعت للبيت.
ومضت ثلاثة أيام مرحت فيها فلة بثوبها حتى مللته وملت منه صديقاتها. ففكرت أن تطلب شيئا خر من الضفدع.
قل لي يا ضفدعي الأثير. ماذا يمكنك أن تفعل لي؟
رد عليها : أي شيء تطلبين. لكن كما تعلمين سأطلب مقابلا, فكل ما في هذه الحياة يجب أن يكون له مقابل.
قالت : وماذا تطلب؟
قال لها : ماذا تريدين أنت؟
ردت :أريد أن أكون ذات بهاء وسط قريناتي. غدا سأحضر عرسا وكل صديقاتي معي. لم يعد الثوب ذو اللؤلؤ يكفيني الآن فكل منهن ستثقل نفسها بالذهب والجوهر.
قال لها : ما رأيك في أن أجعلك فاتنة لا مثيل لها.
ردت بلهفة : حقا يمكنك أن تجعلني أجمل الجميلات؟
قال لها :ما تطلبين أنفذه. لكني سأجعلك فاتنة. لو جعلتك أجمل فسيتغير وجهك ولن يعرفك الناس بينما لو جعلتك أفتن الفاتنات فسيعرفونك ولكن عيونهن ستبهر بك فلا يقدرن على مواجهتك.
ردت بفرح طفولي : رائع رائع رااااااااائع. افعل فورا افعل فورا........
لكن ما هو طلبك.
رد عليها : هذا هو طلبي. ما فعلته الآن. أمرتني بلا نقاش. أريدك أن تعرفي قدرك ولا تنقصي من مقامك. هذا هو درسي الثاني لك. لا تقللي من شأنك وإلا فسيحقرك الناس. عليك ألا تنزلي عن المكانة الرفيعة التي وضعك جمالك فيها فلا تأبهين لكل من هم أقل شأناً منك.
قالت بتردد : ولكن زميلاتي بينهن من هي......
قاطعها : هل حدث وأن تكبرت إحداهن عليك؟
قالت : نعم ولكن......
قال لها : ولكنك لم تتركي صداقتهن. أنت لن تتكبري بل ستطالبين فقط بما يليق بمقامك الجديد. وهن لن يتركن صداقتك وإلا كن لا يستحققنها.
صمتت الفتاة قليلا قبل أن تقول : هلم فزيني لعرس الغد واجعلني فاتنة الفاتنات.
********************************
عادت فلة حزينة من العرس.
قد تعاملت معها أم العروس بجفاء. تلك الغبية الحقود. ما ذنبي إن كانت ابنتها قبيحة إلى جواري؟
أما بنات الشهبندر الثلاث فقد غرقن في اللؤم.
بل إن إحداهن قد سكبت العصير على الثوب الحريري الثمين فأفسدته.
تبا لهن.
غرقن في الضحك علي تلك الحقيرات.
انهن لا يستحققن صداقتي كما قال لي الصديق الوحيد الذي تبقى لي. ضفدعي الوردي
هرعت باكية إلى حجرتها وأخذت تشكو همها للضفدع.
قال لها الضفدع : هذا درسي الثالث لك. لا تبكي. لا تكوني خانعة. إن قبلت بظلمهن فسيزددن طغياناً. بدلا من البكاء عليك بالانتقام.
كفكفت عيونها وقد بدت لها تلك الفكرة شهية حقا.
وكيف انتقم منهم؟
قال الضفدع : هذا أمر بسيط. تمني لهن شيئا سيئا حقا وسأحققه لك.
كادت أن تقول : لكنهن سيتأذين. ثم صمتت لأنها أدركت أنها ترغب في إيذائهن. عليها فقط ألا تجعله أذى شديداً
حسناً يا ضفدعي أتمنى أن تمتلئ وجوههن ببثور حمراء كبيرة تجعلهن قبيحات
قال لها : سمعاً وطاعة. ولا أطلبك منك المزيد. فقط أن تردي على كل ضربة بأشد منها فلو لم يقف أمثالك لأمثالهن لفسدت الأرض.
وفي الصباح التالي خرجت فلة وهي سعيدة بأمنيتها.
لكنها عادت باكية للضفدع عند المساء.
لقد ضربنني. تمتعت كثيرا بالسخرية منهن فإذا بإحداهن تصفعني. وعندها صفعتها فجمعت جواريها لتشبعني ضرباً. يا ضفدعي أريد أن أكون قوية فأهزمهن جميعا.
حسنا حسنا يا فتاتي ولكن هناك الثمن.
ماذا تطلب يا ضفدعي الغالي.
قال لها الضفدع بهدوء. أمنية القوة ليست باليسيرة فهي تحتاج لإعداد خاص
قالت والحقد يغلي في دمها : ماذا تحتاج
قال لها : ليس الكثير. فقط أحتاج لخصلة من شعر والدتك.
ماذا؟ وكيف آتيك بها؟
رد عليها : هذا شأنك. أنا أحتاج لخصلة كبيرة طويلة من شعر أمك تؤخذ من جذورها. بإمكاني أن أصف لكي كيف تعدين مخدراً ينيمها فلا تشعر بأمرك.
وأعدت فلة شرابا منوما سقته لأمها أثناء العشاء واختلست شعراتها وهي نائمة.
عادت بها للضفدع فقال : هي لا تنفع. يجب أن تكون شعرات من جذورها تنزعينها بقوة.
ولكني لو فعلت يا ضفدع فستستيقظ أمي.
قال لها : القوة لا تأتي إلا بالقوة. وهذا درسي الرابع لكي.
وفي اليوم التالي فكرت قلة في أن تتعثر جوار أمها وتتعلق بشعرها فتقبض بضع خصلات.
لكنها تعثرت بينما أمها تعد الطعام فسكب الحساء الساخن عليها
صرخت الأم متألمة وصرخت أكثر إذ رأت فتاتها تتألم فسرعت تمحو عنها الحساء تبرده بالماء
لكن الماء لم يغرق هذا الوحش القبيح الذي خرج للحظة من صدر الفتاة فقالت لأمها كلاما مؤلما وتشاجرت معها حتة جذبت شعرها بقوة منتزعة الخصل وخرجت إلى حجرتها غاضبة .
لكن الندم تسلل لقلب الفتاة سريعا وأدركت أنها ارتكبت في حق أمها عقوقا.
ولما كانت قد فقدت صديقاتها فلم يعد من تستشيره سوى الضفدع.؟
ذهبت له وقالت : ماذا أفعل وكيف أرضي أمي؟ أي أمنية أحققها لها؟
قال لها : لإرضاء الناس لا تحتاجين لتحقيق الأمنيات. القلوب يمكن شراؤها دوما وخداعها أبدا. يمكنك أن تحققي لها أمرا تحتاجه فتكتم مرارتها منك وتعفو عنك خوفا على ضياع ما تملكين.
كانت كلماته مسمومة بلا عسل يغطيها هذه المرة لكنها مرت عليها كالبلسم الشافي فقالت : وماذا أفعل لأنال هذه القوة.
قال لها : المال. المال يصنع المعجزات. عليك أن تربحي مالا كثيرا فتخشى والدتك من فقده إذا أغضبتك.
قالت له : وكيف أحصل على المال.
قال لها : المال يصنع المال, هذا هو درسي الخامس لكي. عليك أن تذهبي لكيس نقود والدك الذي يخفيه في المخزن وتحضريه لي.
نزلت الفتاة مسرعة للمخزن ونقبت حتى وجدت نقود والدها التي يدخرها لرحلة الحج فاختلستها وأسرعت لتسكبها في دورق الضفدع جوار شعر أمها,
قال لها الضفدع أغمضي عينيك وافتحيهما.
فتحت عينيها لترى أكواما من الذهب. كلها ملكها.
قال لها الضفدع : تذكري النصيحة الأولى, لاتفرطي في مالك أبدا. والآن اذهبي واشتري كل ما في السوق من بضائع فلا تجد أمك ما تشتريه إلا منك.
وذهبت الفتاة فاشترت كل أقمشة السوق وعطوره وساقت الجمال وحدها بقوتها الكبيرة فإذا بفتنتها تلهب الرجال غثهم وطيبهم فتعرض لها من تعرض فنهرته وهجم عليها من هجم فآذته بقوتها وعادت لبيتها فأخفت البضائع فوق السطح وانتظرت أياما حتى تنفد بضائع أمها فتهرع للبحث لتأتي هي بالبضائع جزءا جزءا لا تخبرها من أين.
لكن الأب عاد أخيرا محملا بالبضائع الجديدة. وكان السوق قد جن بعد ان اختفت الأقمشة والعطور منه فاشتعلت الاسعار وربح الأب ربحا كبيرا.
وفي وجوده انكمشت الابنة خائفة. لكن فتنتها التي تركتها في السوق ظلت ظاهرة فأتى الخطاب يتدافعون على الأب.
لكن الفتاة رفضتهم بكبر واحدا تلو الآخر فأحس بعضهم بالمهانة وقرر الانتقام فقدموا شكوى للقاضي أن عبد الرحمن يحتكر بضائع السوق ليغلي ثمن ما اشتراه من رحلته وأن ابنته تملك مالا لا يعرف له مصدر.
وهجم الحرس على البيت فوجدوا البينة على الدعوى وسجن عبد الرحمن أياما ولم يتركوه حتى سلم لهم أغلب أمواله وأصبح أفقر مما كان. وأصبح مكروها من أهل المدينة
ويوم خرج من السجن أحست فلة بالكارثة
سيسألها عن مالها وأثوابها
وسيسألها عن المال الذي عندها والبضائع التي اشترنها
وهنا كعادتها أسرعت للضفدع تستشيره.
أريد أن أنجو من غضبة أبي فماذا أفعل
قال لها : تريدين النجاة فعليك بضرب من يريد أذاك قبل أن يضربك. كوني السباقة تكوني المنتصرة هذا هو درسي السادس لك.
وماذا أفعل؟ هذا والدي.
قال لها الضفدع: لا تؤذيه. فقط تمني أن يبتعد عنك كثيراُ

فتمنت الفتاة فإذا بريح عاصفة تأخذ والدها بعيدا بعيدا
وهنا قال لها الضفدع : هل نسيت شيئا؟
قالت : لا
قال لها :ثمن أمنيتك
قالت له : حسناً كما تريد
قال لها :أريد أن تتلين لي هذه التعويذة
فأمسكت بورقة ظهرت لها فجأة وبدأت تتلو بكلماتها
وهنا أظلمت الحجرة إلا من ضوء خافت يخرج من الضفدع الوردي.
وتفتت الدورق الزجاجي.
أما الضفدع فقد أخذ يكبر ويكبر وتحول لرجل عجوز أسود طويل يمسك بعصا قبيحة الشكل لها رأس كرأس القرد.
ضحك الرجل بسعادة وقال : أخيرا أصبحت حراً
نظرت له فلة بفزع وقالت : من أنت؟
قال لها :أنا ساحر عظيم كنت في بلدتي بالحبشة وثار علي الناس واقتحموا بيتي يبغون قتلي فحولت نفسي للضفدع لأنجو منهم وأخذت مع باقي متاع البيت للقاضي فباعوني للتجار واكتشف أمري تاجر حبشي ماكر فسخرني لخدمته وعندما اقتربت من السيطرة عليه وجعله يفك سحري تغلب علي مرة أخرى وأثقلني بتعويذة تجعلني آكل كل ما يوضع أمامي. وطالما كنت آكل فقد كنت لا أستطيع الحديث أو السحر لأن الأكل يثقل لساني.
ثم أتى والدك فأخفاني ونسيني حتى فقدت الوزن الذي يثقلني
وأتيت أنت فأردت أن تحرريني لكن كان يجب أن أضع في قلبك من الشر ما يكفي ليثقلك حتى لا تتغلبي علي كما فعل التاجر الحبشي.
والآن درسي السابع والأخير لكي: لا تثقي في السحر أبدا ولا تحبي الفتنة أبدا ةاعلمي أن لكل شيء جزاء وجزاءك أن أحولك لحجر.
وأشار نحوها بعصاه فتحولت لتمثال حجري.
قال شهريار : أقتلها؟
قالت شهرزاد : لا يا مولاي. وإنما جمدها لتصبح تمثالا حجريا. وعلم والدها بكارثتها فأراد إنقاذها وحينها سمع ب........
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
كوكوكوكوكوكوكووووووووووووو
===============================

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

كملها قبل ما أموت يا محمد

غير معرف يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.