الجمعة، 21 نوفمبر 2008

الترجمة العربية لمصاص الدماء الأول (نقلا عن تحت الكوبري), تابعونا


طبعا أنا محرر قسم طلة على بلاد برة في مجلة تحت الكوبري
http://elkopry.com
طيب ليه مكلمتش عن المجلة هنا قبل كده؟
انتم شايفني بدخلها أصلا؟ (هو انا بكلم مين؟ إذا كنت أنا نفسي نادر لما أدخل المدونة يا ترى في حد هيدخلها ويسمعني!)
هممم على أي حال تذكرت مدونتي أثناء مروري النادر على مدونة أحد أصدقائي العزيز د/حسام أو شاندرا

http://almala7.blogspot.com/


(كتر خيره حاطط مذكرات ولي عهد طظستان في المدونة بتاعته)
بالمناسبة هي مدونة رائعة والستايل الجديد فيها تحفة, كل فترة يغير الاستايل بأروع منه!


صداع صداع وثرثرة فارغة واستطراد! هذا هو أنا!


لندخل في الموضوع كوبي وبيست مما كتبته من قبل!
ببساطة المقدمة لترجمة قصة مهمة في تاريخ الأدب العالمي (الرعب بالذات) مع تعليق عن شخصيتها الرئيسية مقارنة مع الكونت دراكولا
التعليق يحرق الاحداث! لو كنتم تنون قراءة القصة اصبروا قليلا عليه (كأن هناك من يقرأ هذه الكلمات أصلا! على أي حال يا محمد التعليق لا يحرقها لهذه الدرجة؟ هل أنت متأكد يا ولي عهد طظستان؟ هممم لا لكن لن يتذكر أحد العودة لي في مكاني البائس هذا الذي حبستني فيه لكي يقرأ التعليق بعد تزول بقية القصة في العدد القادم أول الشهر!)

http://elkopry.com/index.php?edit=19&content=9


قصة مصاص الدم the Vampyre(لا يوجد خطأ مطبعي هنا) هي أول عمل أدبي انجليزي عن مصاص الدماء حقق شهرة عالمية, واللورد روثفين بطل القصة هو النموذج الاقدم لتلك الشخصية الاسطورية المفزعة في عهد ما قبل دراكولا
مقدمه:
هذه واحدة من أشهر قصص أدب الرعب في التاريخ, يشار لها تلقائيا في أي دراسة نقدية عن هذا اللون من الأدب، إما لأنها أول عمل أدبي ناجح يتناول مصاصي الدماء في الأدب الإنجليزي، أو لارتباطها بقرينتها رواية فرانكنشتاين الشهيرة، التي تعد من علامات أدب الخيال العلمي والرعب معا.
وقصة كتابة هذه القصة مشوقة مثل أحداثها بالضبط, فقد جُمِّعتْ عدةُ عناصرٍ غريبة متنافرة، كبركان في أندونسيا!، ولورد مريض في جنيف! وخطأ صحفي في لندن.. جميعها مهدت الطريق لنجاح هذه القصة التي ولدت في ليلة تاريخية حاسمة بالنسبة لأدب الرعب، وأثبتت أن حتى عمالقة الأدب قد ينحنوا للمبتدئين!.
كان عام 1816 عاما بلا صيف، أو عامَ الفقر والمجاعة كما سماه الناس, عاما غريبا جدا في طقسه..
بدأ وكأن شيئا أسودَ خارقا للطبيعة قد حجب الشمس وأظلم السماء محولا الصيفَ لشتاءٍ كئيبٍ مرعبٍ ممطرٍ مدمرٍ للمحاصيل والثروات والأعصاب في كلا من أمريكا الشمالية وأوروبا، وهذه ظاهرة يدرسها العلماء باهتمام حتى اليوم نتجت بسبب ملايين الأطنان من الرماد المتصاعد من أقوى انفجار بركاني خلال 10 آلاف عام حدث في أندونسيا, وبسطت الرياح سحابة مروعة على نصف الكرة الأرضية يقارنها العلماء الآن بالشتاء النووي الذي قد يحدث في حالة نشوب حرب ذرية واسعة..
وسط هذا الجو الكئيب المخيف عانى المصطافون في جنيف من المطر واكتفوا بتبادل الزيارات فيما بينهم أو الانكباب على القراءة في كبائنهم, وبين هؤلاء التقى اثنان من قمم الأدب العالمي في ذلك الوقت ( بيرسي بيش شيلي ) أحد أشهر شعراء إنجلترا وواحد من رواد الحركة الرومانسية ومعه عروسه الجديد ( ماري شيلي ) والشاعر والروائي الأشهر والذي هو أيضا من رواد الحركة الرومانسية فائقي النجاح لورد ( بيرون ) يرافقه طبيبه الخاص نصف الإيطالي ( جون بوليدوري ).
كانت العروس الشابة ماري تهوي قراءة القصص الخيالية وذات يوم قرأت مجموعة قصص ألمانية تراثية اسمها بيت الموتى أصابتها بالرعب, وأخذ الرفاق الأربعة يتحدثون عن قصص الخيال والخوارق للطبيعة ثم اتفقوا على أن يقومَ كلٌ مِنهم بكتابة قصة تتحدث عن أمر خارق للطبيعة.
أما الشاعر الشهير بيرسي شيلي فلم يخط حرفا واللورد بيرون كتب مخطوطًا يحوي أسطورة مصاصي الدماء التي سمع بها في رحلته للبلقان ثم نبذها، كان هذا حال العملاقيْن, لكنّ المبتدأيْن نجحا!
ماري شيلي أنتجت الرواية الفائقة الشهرة فرانكنشتاين التي وإن واجهت تعثرا في نشرها في البداية فقد أصبحت أيقونة خالدة في الأدب العالمي, بل في التراث الثقافي عموما.
أما الطبيب جون بوليدوري فقد كتب هذه القصة التي بين أيدينا قبل أن يرحل عائدا لبلده, ولم تنشر في البداية حتى عثرت عليها إحدى المجلات ونشرتها تحت اسم اللورد بيرون!.
ربما كان هذا الخطأ الصحفي من حسن حظ القصة فقد كفل لها سهولة في النجاح, ولكنها سلبت حق مؤلفها, وأثار بينه وبين سيده السابق غضبا رغم محاولة اللورد بيرون الاعتذار وقيامه بنشر مخطوطه الغير مكتمل لتصحيح نسب القصة.
على أي حال رغم نسبها في البداية لغير صاحبها فقد ظلت هذه القصة أيقونة مصاصي الدماء طوال ثلاثة أرباع القرن, ورغم مجيء أعمال أخرى تالية لها لم تنجح في منافستها عبر الزمن حتى عام 1897 حين نشرت رواية دراكولا، فجبت ما قبلها وانتزعت العرش بامتياز..
ورغم ذلك فإن القارئ المدقق يجد في تلك القصة -رغم النسيان الذي أصابها- بعض القواعد في أدب مصاصي الدماء طبقت في دراسةٍ على رواية دراكولا رغم أن الأخيرة قد تبدو بعيدة عنها.
على أي حال توفي هذا الطبيب الشاب عام 1821 وعمره 26 عاما مثقلا بالديون والاكتئاب ولم يعرف له سوى هذه القصة وقصيدة شعرية طويلة ومذكرات نسختها شقيقته بعد وفاته، لكن القصة سواء باسمه أو باسم لورد بيرون بقيت عهودا طويلة وراءه.



لمتابعة الترجمة العربية
تابعوا طلة على بلاد برة في تحت الكوبري
http://elkopry.com/index.php?content=9&edit=19



والآن مع التعليق!
الذي لا يحرق القصة بناءا على توسلات الأمير ملحوس البائسة



بين اللورد والكونت


لنكملها إذن
ولكن من يرغب في متابعة القصة عليه أن يحذر من كشف الأحداث



بداية البعض يعتبر أدب الرعب(مع الفانتازيا والمغامرات والبوليسي) آداب درجة ثانية
عن نفسي أرى أن اللون الأدبي هو أداه في يد الكاتب, لا يهم أي أداة يستخدمها المهم هو كيف استخدمها وماذا كان هدفه منها وهل استطاع تحقيق هدفه أم لا؟
الأدب لغة تخاطب أرقى من الكلام العادي, قد توصل رسالة أو شعور معين أو حتى تثرثر ثرثرة مسلية, مدى نجاح الأديب أيا كانت لغته (عب فانتازيا واقعي) في إيصال رسالته بصورة مبدعة للمابقي هو الأهم من اختياره لتلك اللغة!
لذا لا أجد (شخصيا) فارق بين دراسة في الفرق بين الطلبة في عودة الروح وبين القصرين
وبين دراسة عن مصاصي الدماء في دراكولا ومصاص الدم
الا بالجودة والفارق بين المؤبفين في رسم شخصياتهم بإتقان.


هذا رأي شخصي فحسب! ولا أعني بهذا أن عودة الروح لا تتفوق على دراكولا!



المهم دعونا من الثرثرة السخيفة التي قلتها توا
كقارئ, اطلع على كلا القصتين بتمعن في لغتهما الأصلية (مكرها لدواع الترجمة) أحسست بفروق بين أشهر مصاصي دماء, ونقاط تشابه أخرى
الاثنين اثرا على رسم شخصية ذلك الكائن الخيالي فيما ورائهما (دراكولا بطريقة أعمق) وفي رؤية النقاد لها (أظن اللورد روثفين كان الأكثر تأثيرا هنا)

من حيث الشكل:
مصاص الدماء في دراكولا أصبح الصورة التقليدية: يعيش في الظلام والعزلة يتسلل في الليل أو محتميا من الشمس بالغيوم ليلقي تدميره, شكله غريبة ووحشيته ظاهرة
أما اللورد روثفين فهو وسيم الشكل (النقطة التي تأثر بها المعاصرون أكثر من دراكولا) , يعيش بين الناس في الحفلات الاجتماعية يبدو عليه حب الفضائل والأخلاق
من حول دراكولا يعرفون بشره ويرهبونه أما من حول روثفين فلا يعرفونه إلا متأخرا جدا
فالكونت رمز للقوة المتوحشة والسلطة القامعة لغيرها, وهو حين يقمع شخصا إما يدمره أو يضمه خادما لصفه, كان ستوكر في عصر متأجج ملتهب والصراع بين نظم الحكم القديمة التي تتجه للأفول وتعتمد على الإقطاع أو النبلاء وبين النظم الجديدة التي تدعو للمساواة يتجه للحسم لصالح الأخيرة بعد قرون من الصراع. لكن لم يكن الحسم دوما في شكل مثالي. هناك افكار تدعو للانكفاء على الذات (كمبدأ مونرو في أمريكا) وأخرى تدعو للقبضة الحديدية (التي كانت تقود ألمانيا في ذلك العصر)
هنا دراكولا الحاكم المطلق القديم يذهب للندن الجديدة المتحضرة لينقل لها سطوته وقوته. كما تنتقل الأفكار الفاشية مثلا لتقنع الجموع بتمجيد القوة والحكم الفردي.
أما اللورد روثفين والذي أتى في بيئة مغايرة فهو شخص يعيش حرا بين القصور لا يخاف الشمس ولا الاختلاط ولا الناس, قواه الشيطانية كثيرة لكن اعتاها لسانا يقلب به الفساد فضيلة والشر خيرا ويوسوس به لضحاياه في غير وجوده حتى يصيبهم بالجنون.
اللورد روثفين يصادق الفتى الشريف حتى يفسده والفتاة البريئة حتى يقتلها أو يحولها لفاسده
هو مثال للشيطان الخبيث المقنع
قضيته اجتماعية بالدرجة الأولى, ربما ظهر من مخالطة المؤلف للورد بيرون الذي كان يوصف دوما (مجنون شرير من الخطر معرفته)
كان ضحايا اللورد روثفين من الفتيات البريئات اللاتي لم يعدهن المجتمع لمواجهة الذئاب. ومن بداية القصة نجد الحديث عن أوبري بأنه كان رومانسي حالم أهمل ولاته إعداده للحياة وتركوه للكتب المسطحة, وكان في هذا هلاكه
كذلك كان أوبري سلبيا للغاية وهو يتعرض لكل الأهوال التي ألحقها به اللورد روثفين واحدة تلو الأخرى. لم يتحرك للمواجهة إلا في حدود ضيقة عاجزة وكانت النتيجة محتومة
روثفين هنا يبحث عن الفساد والإفساد في حد ذاته. إنه الرذيلة المتنكرة في شكل مهذب إن لم يواجهها المجتمع فستحطمه.
في المقابل نجد ضحايا دراكولا من الأطفال أو الضعفاء أو الجهلة, الفتيات البريئات أيضا مفضلات لديه لأنهن يعززن من سيطرته على الرجال! الكونت هنا يبحث عن القوة والسطوة.
هاركر الضحية التي استهدفها الكونت كانت في المقابل من أوبري شخصية إيجابية لأقصى الحدود ونجحت بالتالي في هزيمته رغم أن ضربات الكونت وصلت لعقر داره ( مثل أوبري) كان من الطبقى المتوسطة الطموحة. وليس فتى حالما ثريا, قاتل ومن معه بشراسة حتى النهاية.
من ناحية الخيال نجد أن شخصية دراكولا كانت أكثر كمالا, ستوكر الذي تعمق سبع سنوات في دراسة روايته وكتابتها والذي كتب صفحة مخطط مقابل كل 5 صفحات من الرواية ذكر شخصية مصاصي الدماء وقواها الخارقة الجبارة ونقاط ضعفها الخ في صورة متكاملة كانت أسهل في تلقيها والاكمال وراءها من صورة اللورد روثفين الغامضة رغم أن قوى روثفين ربما تسبب فزعا أكبر للقارئ
فالكونت يستطيع التحول لعدة مخلوقات ويأمر الحيوانات الأدنى منه كالذئاب فتطيعه ويتحكم في الرياح والضباب وينوم ضحاياه مغناطيسيا, وهو لا يموت (ولا يحيا) ويمتلك عقلا ماكرا جبارا
أما اللرود فهو يملك لسانا خبيثا ويملك القدرة على الوسوسة في أذن ضحاياه في غير وجوده ويستطيع إقناع الاس بما يريده. هو يمرض ويموت ولكنه يستطيع العودة للحياة مرة أخرى. يمتلك عقلا ماكرا لكنه ليس فائقا. ويحوطه في المقابل نحس غريب يدمر كل من يقترب منه أو ينتفع منه
إن قوى الكونت قاهرة لكنها ظاهرة وقوى اللورد خفية تسري دون أن يشعر أحد.
لكن الاثنين يشتركان في الحقد, كلاهما يحقد بشدة ولا يسامح أبدا من يحاول مواجهته.

نأتي لرمزية مصاص الدماء في العلاقة بين الجنسين.
عادة ما يرتبط مصاص الدماء في النقد والتفسير بالعلاقة بين الذكر والأنثى, تجد وصفا لأنه يشير للكبت في العصر الفيكتوري! قمصاص الدماء الذكر يصطاد الفتيات والأنثى تصطاد الرجال. حتى أنني رأيت وصفا لكارميلا مصاصة الدماء في الرواية التي بنفس الاسم في موسوعة ويكيبديا بأنها سحاقية لأنها تمص دماء الفتيات.
وهو تفسير متعسف وينزلق لنواحي غريبة تبعد في ظني عن المنطق إلى حد كبير ويصر على جذب الأحداث والرموز في جهة معينة بإصرار غير مبرر.
ربما السبب في مصاص الدم اللورد روثفين, فالرمز هنا صريح, ولعل كان به إشارة للورد بيرون نفسه (رفيق المؤلف) ولأنها العمل الناجح الأول فقد اعتاد الناس على اضفاء النظرة التي ورثوها منها على ما بعدها من أعمال. قرأت تعليقا على رواية دراكولا يصفه بنفس الصفة فالرواية رغم أنها أنجح وأشهر بكثير من مصاص الدم, ولعلها أهالت عليها التراب إلا أنها تأثرت بنظرة النقاد لمصاصي الدماء الموروثة من العمل الأقدم.
رغم أن دراكولا كان يتغذى على الرجال (بحارة الدميتيري) والأطفال (الذين كان يصطادهم من قرى ترانسلفانيا) وحتى الحيوانات (الكلب المقتول في ويتباي)
رغم كل ذلك فلمجرد مشهد واحد يتأمل فيه الكونت فتاة جميلة في طرقات لندن وجدت تعليقا منمقا ممتلئا بالمصطلحات ثقيلة العيار عن الرمزية الجنسية لمصاص الدماء في العصر الفيكتوري!



تلك بعض خواطر أتتني على الشخصيتين اللتين أثرتا فيما تلاهما من مصاصي الدماء مع التسليم بالطبع بان كلا المؤلفين أبدعا في شخصيتيهما