الأحد، 1 فبراير 2009

علقة تفوت

لماذا لا أستطيع أن أفهم؟
مع أن الأمر ليس غريبا, أنا نفسي وضعته كاحتمال قائم منذ بداية التعامل.
لكن رغم ذلك غضبت واتحرق دمي وارتفع ضغطي
لماذا لا أفهم؟
لماذا لا أحب أن أصدق أن هذه هي طبيعة الناس؟
أن ما كنت أعيشه من جدية في الحديث وحرص على الوعود والتزام بالكلمة إنما هو حويصلة غليظة تحيط بحياتي متعلقة بأشخاص محدودين من حولي
المصيبة أنني كنت أعرف هذا
كنت أعرف أن العالم بالفعل كذلك
أسمع وأعرف عن استباحة الكذب والاستهبال
أعرف بوضوح كامل أن استحلال الحرمات أمر منتشر لما وراء العقل
لماذا فاجئني إذن؟
لا أستطيع أن أقول أنه فاجأني, كنتت أضع هذا الاحتمال بالفعل
لماذا غضبت إذن؟
الأصح هو: لماذا تحمنست واندفعت وتقدمت الصفوف في أمر لم أكن مهتما به أساسا!
بل كان حماسي سبب في أن تبعني آخرون على نفس الدرب أدعو الله بحرقة ألا ينالهم ما نالني
لماذا تبرعت بما لم يكن مطلوبا مني؟ ثم لم أتحسر على على هذا وإنما غضبت من الميوعة في الحديث؟
حتى أنا لست بالشخص الجاد الصارم الذي لا يعجبه العوج الخ
كنت أظن نفسي شخصا يستطيع التأقلم والصبر على الظروف الكريهة
ومع ذلك أصابني الحنق والغضب
مع ذلك اشتعل رأسي غضبا
مع ذلك أصابني الصداع وأنا استمع لتلك الكلمات الخائبة التي لا يكاج يصدقها العقل ومع ذلك بعادتي أو ببلاهتي أرفض أن أكذب دون دليل
رغم أنني حين طلبت الدليل تهرب مني!
يمكنني أن أفعل كمن سبقوني وأسوأ!
أشعر أن ما تربيت عليه وما اعتدت عليه قيد يقيدني في الرد
ورغم ذلك لم يعجبهم رد فعلي!
بل لقد خطأوني
وكادوا أن يحملونني المسؤولية على ما حدث
وبانتقاء غريب للاحداث اصبح الامر بسببي

على أي حال لا يمكنني القول إلا أنه درس آخر من دروس الحياة
يعلمني قبل أي شيء أن ليس من رأى كمن سمع
وأن أي خبرة متوراثة أو مكتسبة أو حتى مستتنتجة لا تساوي حقا الخبرة العملية
سيمضي الأمر كما مضى غيره
لا أظن أنني سأحتفظ بأحقاد أو ندوب منه
لأنني لست قديسا ولا ذو خلق عظيم. أنا إنسان أبله يجد راحة في النسيان ودفن الرأس في الرمال عسى أن تمضي ذكرى الخداع سيرعا
لا أستطيع أن أواجه ذكريات الفشل أو الاحباط مهما بدت بسيطة وتافهة فألجأ لسلاح الخائبين بالتجاهل
مع ذلك كلما تذكرت الأمر والحديث المائع فارت رأسي
لا بأس
لابأس
سيمضي الأمر
وأهي مرة وعدت
وعلقة تفوت ولا حد يموت