الثلاثاء، 9 أبريل 2013

لعنة النموذج المثالي

احد الافتكاسات المنطقية التي خرج بها فلاسفة اليونان هي افتراض وجود عالم مثالي, كامل رائع مذهل, هو الصورة السليمة للحياة بينما نحن نعيش في صورة ناقصة مختلفة عنه
ومن باطن هذه الافتكاسة خرجت نظرية تعددت صورها الدينية والادبية والعلمية
ان الحقيقة واحدة فقط, الصواب واحد فقط. بينما الخطأ قد يكون متعدد
وهذا اعتمادا على ان الحياة ماشية بنظام (ديجيتال) ما فيهوش غير صفر وواحد بس. مفيش انالوج بيقول نصف صحيح, شبه صحيح, صحيح بس مكروه اكتر من الخطأ!!!


في الدين مثلا نظرية (الحق واحد والباطل كثير) تم اختزالها بدلا من الاصل (الحق واحد وان تعددت صوره, والباطل ضلال وان كثر اتباعه)


فمثلا تم تجاهل أن القرآن دستور الامة نزل على سبعة احرف, يمكنك ان تقرأه قراءة صحيحة سليمة بزهاء الف طريقة كلها صحيحة وسليمة احتاجت الى جهاد عمر حتى جمعها الامام ابن الجزري مبوبة ومصنفة وهو مع كل جهده وتضحياته ورحلاته لم يبدأ من فراغ وانما اتم ما سبقه له علماء كثيرون اهمهم الشاطبي
تم استخدام كلمة (الحق واحد) لاخراس الالسنة, لطعن الخصوم, لتقبيح الاختلافات لرفع المذهب على غيره



في الادب نفس المشكلة! تصور ان هناك نموذج مثالي للادب او الرواية او القصة. وما دونه فهو شحطات/ارتجالات/دون المستوى /ارتداد ثقافي الخ
مثلا مع نبوغ الادب الواقعي في الستينات من القرن الماضي تحول الادب الواقعي الكاشف لخبايا المجتمع والذي يواجه(واحيانا يساند) عيوبه وقبحه هو هذا النموذج المثالي. بالتالي عانى الادب الخيالي (بالذات الفانتازيا) والادب التاريخي لما يشبه حملة صليبية من الاتهامات ب(الهروب من الواقع-الارتداد للتاريخ-نقص الادوات الابداعية للمؤلف فيلجأ لنموذج تاريخي جاهز)
بغض النظر ان الادب الواقعي هو في حد ذاته هروب الى الورق عن مواجهة الواقع والعمل فيه! فهذا الموروث من الاجتهادات النقدية الستيناتية العتيقة مازال جاثما حتى اليوم! مازال نفس الانتقادات التي وجهت للكاتب الشاب حينها نجيب محفوظ على رادوبيس نسمعها من الناقد الشاب الآن على كتابات اليوم الفانتازية!
وليت الامر يتوقف على الوان الادب! بل انواعه ايضا! فتجد من يؤمن بان الرواية تعلو على القصة او ان الشعر يعلو على النثر او (وهذا هو الادهى) الادب الحديث يعلو على الاشكال القديمة بغض النظر عن المحتوى!


في السياسة نفس التوهم ل(النموذج الاحادي المثالي)
فبيت تصور ان (الغرب تقدم عن طريق تدمير الدولة الاقطاعية الدينية وصولة للدولة المركزية الحديثة الصارمة انتقالا الى الدولة المابعد حداثية التي تجمع بين اللا مركزية وحيوية واستقلالية المجتمع مع السيطرة والقوة الحاكمة للدولة الحديثة)
ياتي توهم عند الحداثيين (في عصر ما بعد بعد الحداثة!) اننا يجب ان نمر بنفس الطريق بنفس الاخطاء بنفس المآسي! لابد ان ندمر كل طرق التعليم الغير نظامية لحصر اطفالنا في مصانع تعليب الطلبة المسماة مدارس,
أذكر ذات مرة ان اقترح احد اعضاء مجلس الشعب احياء الكتاتيب للقضاء على الامية فاعترض طاغية التعليم وقتها حسين كامل بهاء الدين غفر الله له
اعترض بان هذا رجوع للوراء لوسيلة تخلى عنها العالم!
هي لعنة النظرة الاحادية للنموذج المالثي!
لابد ان نقمع دور المؤسسات والرموز الدينية لاتاحة الفرصة لسيطرة وهيمنة تنين الحكومة على كل انفاسنا! لابد ان ندخل في بحور الدماء والظلم التي مرت بها اوروبا في عصور الدولة القومية الحديثة كي نصل لجنة التقدم الموعودة عبر نفس الطريق الوحيد الاحادي الصحيح!

طيب ليه ما نبدأش من حيث انتهى الآخرون؟ ليه ما نخدش (اللي فيه المصلحة) وخلاص! ليه لما ناخد فكرة رقابة المحكوم على الحاكم عن طريق الديموقراطية يبقى لازم يكون باكج واحد على بعضه غير قابل للتقسيط لازم ناخد النموذج الغربي الكامل بافكاره وفلسفاته حتى لو اختلف بعضها مع الدين؟

في المقابل توهم نموذج (دولة الخلافة) واذا كان ما يسمى بالتنويريين او الحداثيين متجمدين على نموذج اصله يرجع للقرن السبعتاشر فاهل الخلافة موزعين على القرن ال15 العثماني والقرن السابع العباسي واخيرا الخلافة الرشيدة
هم ينظرون لنماذج كانت ناجحة جدا جدا في الحكم
في تلك العصور بظروفها واعداد سكانها ووسائل اتصالها
لكن هل هي نموذج واحد ثابت غير قابل للتجزئة والتحديث بما يناسب عصرنا الحالي؟
لكنه (ترييح الدماغ) عبر التشبث بنموذج مثالي وهمي مطلوب محاكاته والاقتراب منه!

إنه الايمان بالوسيلة وليس بالهدف!
وهو احد الاعراض الجانبية لاعتقاد ان هناك نموذج مثالي واحد يتيم يجب الاقتراب منه للوصول للكمال!
مع ان الله خلق البشر متعددين
خلقهم الوان واصناف وألسنة وسلالات متعددة
لكن اغلاق العقل على شكل معين, خلق قبلة وهمية لاغراض دنيوية مسالة مريحة, عملية تصنع فلتر فرز تلقائي عملاق لاي شيء وكل شيء على اساس الموافقة او الاختلاف مع النموذج المثالي المتصور بما يتركه مع خيارات محدودة متوافقة مع قناعات فكرية معينة
والباقي خطأ
فالصواب واحد فقط !!!

الجمعة، 15 فبراير 2013

محمد محرز: دورة الحياة والموت والشهادة والحقارة والمجد

اعتدنا في عالم الخيال ان نطلق الوصف: غير ميت لمخلوقات وحشية: زومبي -مصاصي دماء-شياطين-ممسوسين الخ
وننسى ان في عالم الحياة هناك من استثناهم الله ومنحهم هذا الامتياز الذي يكسر دائرة الموت والحياة في مكانة نورانية رفيعة

الشهداء

امس اثناء تصفح الفيس بوك لفت انتباهي هذا التنبيه
والفيس بوك اصبح خنيقا وقاتلا ومملا ومثيرا للعداوة والبغضاء حتى لم اعد انظر فيه الا لاثنين: اللالعاب (التي قضيت سنوات اقوم بعمل بلوك لدعوات من يدعوني لها)
والتنبيهات فقط

اتاني تنبيه بدعوة لصلاة الغائب على الشهيد محمد محرز

توقفت امام الاسم, اعرفه, يشبه اسم  احد الفريندز على الفيس بوك.
فريند مصطلح وليس مجرد كلمة فالترجمة تعني صديق
لكن ال(فريندز) ليسوا اصدقاء بالفعل. انهم معارف الكترونيين. العلاقة بيننا عبر الاسلاك والكابلات والازرار فحسب

وكان محرز احد هؤلاء الفريندز

نظرا لان الشهيد اغلق حسابه قبل سفره لسوريا فاستغرق الامر مني بعض الوقت حتى تاكدت انه بالفعل هو من اعرفه.

تذكرته
شاب هادئ مهذب محترم في الجدل. له ميول اسلامية دون تشدد. لا يطيل في القناشات التي تستغرق وتستهوي البعض
وفقط
عف اللسان
مناصر لفكرو الثورة ولديه امل في انتصارها

هذا كل ما اعرفه عنه
عرفت امس انه متزوج وله طفلة عمرها 3سنوات
وانه اغلق حسابه منذ شهر على موقع الجدل العالمي فيس بوك قبل ان يسافر الى سوريا ليشارك في قتال بشار وزبانيته

سبحان الله

شباب مصري يذهب لسوريا ليموت وشباب سوري ياتي لمصر ليعيش

هي دورة الحياة والممات تغلفنا جميعا
اشخاص يسعون لحتفهم وىخرين لمعيشتهم
لا يكسرها ولا يستثنى منها الا الشهداء
رحمه الله وتقبل منه نيته

وكمان كان استشهاده جزء من دورة الحياة والممات يمثل هذا الحاجز النوراني بين الاثنين
كان خبر الاستشهاد جزء من دورة المجد والحقارة
هناك من يتجاهلون الالسنة ويمضون للعمل
وهناك من تغلبهم الحقارة حتى يسلقوا الناس بالسنة حداد

لا تاخذ من عملهم
ولاتسلم من السنتهم

محمد محرز ليس اول شهيد مصري في سوريا, لكنه اول من له اصدقاء على الفيس بوك وتويتر ارادوا الاحتفاء به وتذكره والترحم عليه

واتى من (إذا خاصم فجر) يسخر من الشاب ومن عمله, يحاول تحقيره بحقد طائفي اعمى. لا لشيء الا لتوافق الاتجاه السياسي بينه وبين السفاح بشار

المبادئ لا تتجزأ فقط لكنها تباع بالجملة والقطاعي!

لقد فعل بشار ومن قبل الثورة العن مما فعله مبارك

وتجد الكائن من هؤلاء يهتف بحرقة: خالتك سلمية ماتت, ما احنا لوشلنا سلاح زي ليبيا كنا ربيناهم

ويقف امام بشار يعدد مواقف حنجورية لم تسمن ولم تغن على انها بطولات وان من يحاربه ارهابي

رحمك الله يا محمد محرز, شاء الله ان ينقي ذنوةبك بالسنة تلتقطها وتاكلها لتقابله نقيا
اختتم بان ارجو ان تدعوا له بالرحمة ولاهله بالصبر

الأربعاء، 6 فبراير 2013

حقائق ادبية سخيفة (من5الى8)


حقائق أدبية سخيفة
الحقيقة 5
الكبار يخطئون ايضا! ليس ان كاتبا يعجبك تتصور ان تزكيته لعمل آخر ستكون محل ثقة, فالمجاملة والرهبة من كسر النفس والامل في المستقبل البعييييييييد لصاحب العمل كلها عوامل تسبق قراءة العمل نفسه

حقيقة 6
قيراط حظ ولا فدان شطارة, البعض يكون محظوظا ربما بصدفة تجمعه بمن يزكيه او باسم كتاب يطرقع مع القراء او بمشهدين حقيرين محشورين حشرا في العمل ارضيا بعض ذوي الميول المتطرفة فانبروا للتمجيد او بعلاقات وصلات أو أو أو
فتجد في البدايات كثيرا من الاضعف موهبة يسبقون آخرين اكثر موهبة
لكن الارض سواء كانت قيراطا او فدانا تحتاج للحرث والزرع المستمر, والحظ في الانطلاقات او الموهبة الوتيدة في البدايات لا ينفعان للاستمرار دون بذل الجهد
حقيقة 7
اكبر هجصة كاذبة هي ان المواهب الحالية نصف مواهب وان من هب ودب يقوم بالنشر
انصاف المواهب جزء لا يتجزء من الكيان الادبي, ليس ذنبهم ان الفرز النقدي اما مغمور او محبوس في قواقع عفا عنها الزمن او يتجاهله الاعلام أو يحبس نفسه في سجن الرعب من (التقييم الذي لا يتناسب مع النظريات الادبية الحديثة(
بدون انصاف المواهب لن تعرف المواهب بدون مائة كاتب يجتهدون للوصول لنص مقبول لن تعثر على الواحد في المائة الذي يبدع نصا مبهرا
هم جسد الهرم وليس ذنبهم ان الهرم مقلوب فلا يعرف قمته من سفحه
حقيقة 8
النقد الانطباعي سيء السمعة هو الاكثر فائدة للكاتب المبتدئ والقارئ المتحير! غيابه دفع الكتاب لقبول اراء بعضهم بعضا مفرزين نقادا غير متخصصين من بينهم
ففي النهاية كلمة احسنت او اسات اكثر ارشادا من البنيوية والدلالات السيمائية. كلمة اشتري هذا الكتاب او لم يعجبني المستوى اكثر تسويقية من: الدلالات الزمنية التي صاغها الكاتب ببراعة وسط شخصيات متلاطمة في صراع الانا العليا



الثلاثاء، 5 فبراير 2013

حقائق ادبية سخيفة (1/4)


حقيقة رقم 1
الكتاب المجاني او الرخيص لا يوزع, لا يغرنك تكالب القراء على الكتب المضروبة والنسخ الممسوحة بي دي اف فهم يتكالبون على كتب الاسماء المشهورة والاعمال التي حققت مبيعات كبيرة
من يشتري الكتاب الغالي هو من يخاطر بالشراء للكاتب الجديد (ما لم يكن هو نفسه كاتبا!) اما القارئ الباحث عن التوفير فمازال في خياراته تابعا لخيارات القارئ الاغنى!

حتى حين قمت بنشر ترجمة لنفس الكتاب لكني اتحتها مجانية على الانترنت كان تحميلها اقل بمراحل من النسخة الممسوحة المرفوعة للكتاب الورقي الغالي!!!!!




حقيقة رقم 2
مشكلة النشر في مصر معقدة للغاية سواء من صعوبات خارقة في التوزيع والطباعة والدعاية والتعريف النقدي الخ واقصى ما يستطيعه اغلب الشباب هو صنع شبكة علاقات عامة هي في نهايتها دائرة مغلقة لكن اوسع قليلا
فاصل ولب المشكلة هو محدودية عدد القراء وبالذات الراغبين في القراءة لاسم لم يعرفوه من قبل


فقط حين نكسر هذه الدارة قد يحدث تغيير
ولكن المشكلة الاصعب ان الاجيال الجديدة اكثر اعتمادا على القراءة الالكترونية بينما عالم النشر متخلف في هذه الفكرة بقرون وهو ما سيحدث فجوة ستزداد مرارتها وقسوتها على الكتاب الجدد الفترة القادمة
اتمنى الا يحدث هذا لان هذا الجيل بالفعل موهوب ويحمل رسالة قوية ودفع تضحيات لم يسبق لاي جيل ادبي في مصر ان دفعها منذ ثورة 19


حقيقة3
عالم النشر مليء بالنصب والمخادعة والمقالب والمصالح والمجاملات الفجة والوعود الخاطئة والسرقات الادبية وتضييع الحقوق 
عليك ان تتقبل هذا في صمت وتشربه مرا كمرارة السم تتجرعه جرعة صغيرة كدواء
لو لم تكن مستعدا للتضحية المريرة وان تنزل باحلامك لادنى المستويات فلا تفكر في النشر الورقي
ليس الجميع هكذا لكنك ستلدغ لا محالة
no expectation =no disappointments
باختصار وكما قال د بيكر: لا توقعات لا احباطات

حقيقة 4

البعض ينظر لفكرة النشر الجماعي على انها كذبة متبادلة, ناشر ياخذ تشغيلة من الكتب كما السمسار يطبعها, ويسلمها لمن كلفوها كما هي زاعما لهم انه قد صدر لهم كتابا لم تشم رائحته مكتبة
بينما ياخذ المشاركون تلك المجلدات الانيقة يوزعونها على الاصحاب يزعمون لهم انهم اصبحوا مؤلفين "نشر" لهم كتاب
صدمة هؤلاء كبيرة حين ياتي كتاب يبحثون عن توزيع حقيقي لقراء من خارج دائرة المعارف حتى لو من دائرة معارف المعارف
وهي صدمة تحمل الكثير من الشفقة وليس الجشع فقط


الثلاثاء، 8 يناير 2013

إنه الكونت, إنه دراكولا في أبهى حلة عربية


كما قلت في مدونتي السابقة كيف تستعيد دراكولا مسروق
فقد قمنا بترجمة فريدة لرواية دراكولا سرقتها دار بلاتينيوم بوك الكويتية ونسبتها لمديرها ولكن ننشر اخيرا نسخة شرعية منها مع دار اكتب
وهذه هي المقدمة والغلاف

إنه الكونت في أبهى حلة عربية
دراكولا الميت اللاميت
ضيف دراكولا
ترجمة محمد الدواخلي ومنى الدواخلي






إنه ملك مصاصي الدماء الكونت دراكولا بشحمه ولحمه وأنيابه أتى بعد 111 عاما بالتمام والكمال لزيارة الأدب العربي! ربما يقول البعض لماذا نترجم رواية قديمة كهذه قد تكون ترجمت من قبل؟
أولا أنها ليست بالرواية العادية, كما أن القراء العرب يبحثون دوما عنها.
ثانيا لأن هذه ليست مجرد ترجمة للرواية, بل حاولنا أن نجعلها - كما سيرى القارئ بإذن الله- أكمل ترجمة لرواية دراكولا على الإطلاق, ليس في اللغة العربية فحسب بل في كل لغات العالم.
فهي ليست فقط ترجمة كاملة وأمينة غير مختصرة للرواية وإنما أضفنا لها إضافات مشوقة:
1. المقدمة التي كتبها برام ستوكر بنفسه للرواية ولم تنشر إلا مع الترجمة الإيسلندية عام 1901 وأشار فيها إلى أن الكثير من أحداث الرواية وقائع حقيقية.
2. الفصل الأول المحذوف من الرواية: بناءا على طلب الناشر حذف برام ستوكر الفصل الأول من الرواية الذي رآه الناشر غير مهم للأحداث, وتجاوز ستوكر المشكلة بذكاء بأن أشار في الفصل الرابع إلى أن الكونت استولى على كل أوراق هاركر القديمة. إلا أن أرملة برام ستوكر نشرت الفصل المحذوف في صورة قصة قصيرة تحت عنوان ضيف دراكولا في مجموعة نشرت بنفس الاسم. وقد أضفنا الفصل المحذوف في بداية الترجمة.
3. النهاية الأصلية المحذوفة للرواية: عندما عثر عام 1984على المسودة النهائية الأصلية التي كتبها برام ستوكر بنفسه وجدت نهايتها مختلفة عن النسخة المطبوعة إذ حذف منها قرابة الصفحة. أضفنا ترجمة النهاية الأصلية في ملحق في نهاية الرواية.
4. الرواية تحوي الكثير والكثير من الإشارات لأحداث تاريخية وأعمال أدبية قمنا بالإشارة لها في الهوامش حتى لا تبدو غامضة على القارئ.
5. أضفنا ملحقا تاريخيا عن شخصية الأميرين دراكولا: فلاد الثالث ووالده فلاد الثاني في نهاية الرواية.
وهكذا سعينا بإخلاص أن تكون هذه هي أبهى حلل الكونت على الإطلاق, وفي انتظار حكمكم عليها!

عن الرواية والمؤلف: قصة كتاب

كتب الكاتب الإيرلندي برام ستوكر أو ابراهام ستوكر (ولد في دبلن 1847 وتوفي لندن 1912) خلال سبع سنوات على الأقل (من مارس 1890 حتى مايو 1897) هذه الرواية الرائعة التي كانت أشبه بمشروع عمره.
يقول ابنه نويل ستوكر أن والده راوده ذات ليلة كابوس عن ملك مصاصي الدماء ينهض من قبره, ومن هذا الكابوس أتاه إلهام رواية دراكولا, بالطبع تأثر ستوكر بأشياء أخرى, فمصاص الدماء (Vampire) كان قد غرز نفسه في الأدب الإنجليزي منذ قصة جون بيلودوري الشهيرة "مصاص الدم: حكاية" (The Vampyre, a Tale) وعلى عكس باقي قصص ستوكر ورواياته التي كان يكتبها فورا استغرق في التخطيط والإعداد لهذه الرواية وقتا طويلا, يكفي أن نذكر أن عدد صفحات المسودة الأصلية كان قرابة 500 صفحة بينما ملاحظاته ومخططاته وصلت إلى 124 صفحة أي واحدة لكل أربع صفحات فقط!
قام بأبحاث كثيرة عن الرواية, فقرأ في تاريخ رومانيا وترانسلفانيا والكثير من المراجع المتوافرة وقتها عن الأساطير والخرافات حتى جمع الباحثون من أوراقه أسماء 29 مرجعا على الأقل قام باستخدامها! هناك كذلك لقاءه بالبروفيسور الرحالة المجري أرمينيوس وامبري (Ármin Vámbéry) الذي حدثه عن أساطير البلقان, وأشار له ستوكر في الرواية على لسان فان هلسنج بأنه صديق من بودابست أمده بمعلومات عن دراكولا. البعض يفترض أنه الشخصية التي استوحى منها ستوكر شخصية فان هلسنج والتي أكد أكثر من مرة أنها شخصية حقيقة, لكن لا دليل على ذلك.
بعد كتابة الرواية قام ستوكر بمراجعتها عدة مرات مجريا تعديلات عدة, أهمها كان أثناء كتابة الرواية حين شطب اسم الكونت وامبير (Count Wampyr تنطق فامبير بالألمانية) واستبداله بالكونت دراكولا مع تعليق بأنه شخصية تاريخية حقيقية.
ولابد أن اسم "دراكولا" قد أثار حماس ستوكر كثيرا, فمن ناحية فشخصية الأمير الوالاشي فلاد الثالث عرفت بالدموية والوحشية الشديدتين ومن ناحية أخرى فالكلمة التي كانت في عصر فلاد تعني ابن التنين تحور استخدامها في عصر ستوكر لتعني بالرومانية ابن الشيطان!
وتبع هذا التغيير تحول القصة لتضم إشارات تاريخية مختلفة لمعارك وحروب الأمير الوالاشي الذي أصبح في الرواية من ترانسلفانيا حيث استقرت أسرة دراكولا بعد مقتل مؤسسها لمئات السنين.
في الإعداد النهائي للنشر جرت عدة تعديلات أخرى كتغيير اسم الرواية من الميت الـ لا ميت إلى دراكولا, وحذف الفصل الأول والنهاية الأصلية كما أشرنا من قبل.
لم يكتف ستوكر بأبحاثه في التاريخ والجغرافيا والأساطير, بل لكي يخرج مشروع العمر في أكمل صورة قام بمراجعة علمية للرواية! فالكثير من التفاصيل الطبية الموجودة بها لجأ فيها إلى شقيقه الطبيب الشهير سير ويليامز ستورني ستوكر خاصة فيما يتعلق بنقل الدم.
وهكذا على ثلاثة أسس قد تبدو متناقضة: الخرافة والتاريخ والعلم أنشأ ستوكر روايته الكبرى.
وقد أثمر هذا المجهود حقا إذ حققت الرواية عند نشرها نجاحا ساحقا وعلق عليها النقاد المعاصرون بالمديح والثناء ونقتبس منهم:
"القصة عن ملك مصاصي الدماء وهي مرعبة ومروعة لأقصى درجة. لكنها أيضا رائعة, أحد أفضل الأعمال عن ما وراء الطبيعيات التي يمكن أن يقع عليها المرء.
البول مال جازيت يونيو 1897"
" لمن يبحثون عن الرعب الدموي توقفوا عن البحث! فقد أسعدكم السيد ستوكر بشبكة منسوجة من الرومانسية ومصاصي الدماء وعاداتهم!
الاوبزرفر أغسطس 1897"
" في هذا العمل مطاردة الجهل, ومحاربة القوى الفوق طبيعية الشريرة يتصدى لها الإنسان بالمهارة والعقل حتى يصل بنا للذروة. تحفظ الرواية بعيدا عن متناول الأطفال!
بوكمان. أغسطس 1897"
أيضا عولجت الرواية في عشرات الأفلام بمختلف الأشكال وإن كان هناك اتفاق عام على أن الفيلم الوحيد الذي التزم بالرواية الأصلية إلى حد كبير هو فيلم دراكولا إنتاج 1931. أما أول معالجة فكانت فيلما ألمانيا صامتا شهيرا بعنوان نوسفيراتو 1922 وحور المخرج كثيرا في الأحداث لأن أرملة برام ستوكر رفضت التصريح له باستخدام القصة.

لكن لماذا تعتبر رواية دراكولا من روائع الأدب العالمي الخالدة؟
في الحقيقة فالرواية كثيرا ما تظلم باعتبارها رواية من أدب الرعب والمغامرات فقط, صحيح أنها في هذا المجال تظل من أقوى أعمال الرعب الرائدة, وأكثرها نجاحا, ورغم أن الكونت ليس أول مصاص دماء في الأدب العالمي لكنه الأنجح وأصبح أيقونة معروفة في حد ذاتها طغت حتى على سلفها لورد روثفين (Lord Ruthven) بطل قصة جون بيلودري وكارميلا بطلة الرواية المعروفة بنفس الاسم لشريدان لى فانو. باختصار أصبحت شخصية الكونت وحدها بعيدا عن الرواية متداولة بين الشعوب.
ومع ذلك فحصر الرواية في هذا المجال يعد ظلما لها, من ناحية لأن إيقاعها المتناسب مع العصر الفيكتوري واعتياد الكتاب على الوصف بإسهاب في ذلك العصر قد يتناقض مع ما اعتاده قارئ الرعب في عصر السرعة, من ناحية أخرى فالرواية يمكن توصيفها بجدارة أنها متعددة الألوان:
= فهي تحوي قدرا واضحا من الرومانسية يظهر بوضوح في شخصياتها.
= الرواية تلقي الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية التي كانت ملحة في ذلك العصر كمفهوم المرأة الجديدة والصراع الطبقي بين نبلاء الماضي والطبقة العاملة
= أخيرا يمكن بسهولة تصنيف الرواية أنها تنتمي لأدب الخيال العلمي, أو بالأحرى أدب الخيال الحقائقي العلمي إذ استخدم فيها المؤلف أحدث اكتشافات العصر كنقل الدم والمصابيح الكهربية والبنادق سريعة الطلقات وأسهب في التفسيرات العلمية مستعينا بمواضيع كانت تثير خيال الناس في القرن التاسع عشر كالتنويم المغناطيسي والكهرباء والمغناطيسية. حتى خرافات مصاص الدماء تحدث عنها على لسان فان هلسنج أنها علوم لم تكتشف بعد, ووضعها في المقارنة مع ألغاز لم يفسرها العلم في عصره إلا حديثا كأسباب التسمم الغذائي مثلا.
الرواية تضع العلم ضد الخرافة وتنتصر في النهاية للعلم وإن تركت للخرافات حقها في احترام جذورها!
= الرواية تحمل صبغة دينية واضحة يظهر فيها أثرا شاحبا لكنه ملحوظ للفروق بين الكنيسة الكاثوليكية (الغالبة في موطنه الأصلي ايرلندا) والبروتستانتية الغالبة في انجلترا حيث كان بطل الرواية جوناثان هاركر يرفض رموز الكاثوليك كتعليق الصلبان وخبز القربان ثم لجأ إليهم في النهاية لتعزيز إيمانه مواجهة ضد دراكولا.

أخيرا نختتم بنبذة عن حياة برام ستوكر: ولد في دبلن طفلا ضعيفا مريضا بمرض مجهول يعوقه عن الحركة, لكنه نجا من الموت وأصبح فتى رياضيا لامعا يجيد عدة لغات وبارع في الرياضيات والعلوم وعمل كموظف في الحكومة لفترة نشر فيها بعض الأعمال الأدبية في الصحف.
في عام 1876 كتب مقالا يمتدح فيه أداء الممثل الشهير سير هنري إيرفنج, دعاه هذا الأخير للعشاء وتوطدت بينهما صداقة عمر قوية استمرت حتى النهاية. عمل برام ستوكر كمدير ناجح لمسرح إيرفنج حتى وفاة الأخير 1905, وهي الوفاة التي هزت ستوكر كثيرا حتى أصيب بأزمة قلبية أضعفت صحته إلى أن مات 1912.
أهم أعماله كتب ستوكر في عدة مجالات منها الرومانسية والمجتمع وإن ظلت دراكولا هي الأهم على الإطلاق:
طريق الوعد: 1876, طريق الثعبان: 1890, لغز البحر 1902, جوهرة النجوم السبعة 1903, الرجل 1905
===========
مع تحيات فريق الترجمة:
 محمد الدواخلي, منى الدواخلي, إسماعيل وهدان.
مقدمة المؤلف
إن قارئ هذه الرواية سيستوعب بسرعة كيف تلاقت خطوط الأحداث الجارية على تلك الصفحات تدريجيا لتتجمع في النهاية راسمة الصورة المنطقية الكاملة. وبعيدا عن حذف بعض التفاصيل التي اعتبرها ثانوية، فقد تركت شخوص الرواية يروون ما اختبروه بأسلوبهم. ولأسباب واضحة فقد قمت بتغيير الأسماء والأماكن المعنية. أما في بقية النواح الأخرى فقد تركت النص الأدبي بدون تعديل، خلافا لرغبة الناشرين الموكلين بتقديمه للعامة.
وعلى الرغم من أن الأحداث المذكورة بالرواية تبدو لأول وهلة غامضة ومستعصية على التصديق، إلا أنني مقتنع تمام الاقتناع بأنها قد وقعت فعلا. كما أنني أشد اقتناعاً بأنها ستبقى إلى حد ما في حيز الغموض، رغم أن التقدم العلمي في علم النفس والعلوم الطبيعية قد يوجدا في يوما ما تفسيرا منطقيا لمثل هذه الأحداث الغريبة، التي يعجز، حتى الآن، العلماء ورجال الشرطة عن فهمها.
ومرة أخرى أقر بأن كل الأحداث المأساوية الغامضة التي ورد ذكرها بالرواية قد وقعت بالفعل بكل نواحيها الظاهرية. لكني بالطبع غلفتها بنظريتي وتفسيري الخاص الذي ضمنته الرواية. لكن الأحداث المذكورة وقعت بالفعل، ولازال العديد من الناس يتذكرونها جيدا بما لا يمكن دحضها أو إنكارها. فقد وقعت سلسلة من الجرائم البشعة كان من الواضح أن مرتكبها شخص واحد. وأثارت موجة من الذعر والاشمئزاز في النفوس كما فعلت جرائم جاك السفاح (Jack the Ripper) وقد تضمنت الرواية تلك الجرائم بعد بضعة فصول.
كما أن العديد من الناس سيتذكرون تلك المجموعة الرائعة من الشخصيات الأجنبية اللذين حلوا بلندن ولعبوا لسنين دورا مبهرا في الأوساط الراقية بها، وسيتذكر العديد من الناس الاختفاء الغامض لأحد أفراد تلك المجموعة بدون ترك أي أثر وراءه.
كل شخصيات هذه الرواية الرائعة، هم أشخاص حقيقيون لعبوا دورا فيها سواء برغبة أو بدون رغبة منهم. وكلهم شخصيات عامة ذات احترام في المجتمع.
فكل من السيد هاركر والسيدة الفاضلة زوجته والدكتور سيوارد أصدقاء لي منذ سنوات عديدة، ولا أشك البتة أنهم لم يكذبوا علي بل أثق أنهم أصدقوني القول. أما العالم الجليل الذي ظهر هنا تحت اسم مستعار فهو عالم ذو شهرة واسعة في أوساط العلماء والمتعلمين، ولذا فلن اكشف عن أي اسم أو وصف له، على الأقل لكل هؤلاء من استفادوا وخبروا الاحترام لعبقريته العلمية وإنجازاته، إلا أنهم لا يلتزمون بمبادئه في الحياة مثلما افعل.
لكن في زمننا هذا يجب أن يوضح لكل البشر ذوي التفكير الجاد الحصيف أن:
" أن السماء و الأرض تخبئا من الأسرار ما يتجاوز أجمح أفكارك."*

لندن
أغسطس 1898
ب.س



ملحوظة: هذه هي المقدمة التي خطها برام ستوكر لرواية دراكولا, ورغم أنها مؤرخة بعام 1898 أي في العام التالي لنشر الطبعة الأولى إلا أنها لم تنشر إلا مع أول نسخة أجنبية من الرواية وهي الترجمة الإيسلندية عام 1901 التي صدرت بعنوان (قوى الظلمات)، وتعد شديدة الاختصار مقارنة بالنسخة الأصلية. ونشرت هذه المقدمة باللغة الإنجليزية لأول مرة في كتاب مجموعة برام ستوكر (Bram Stoker Omnibus) مع مقدمة وتعريف كتبهما ريتشارد دالبي. 1986






كيف تستعيد دراكولا مسروق

أخييييييييرا تصدر نسخة شرعية من ترجمتنا (انا وشقيقتي منى) لرواية دراكولا!
لي مع الترجمة قصة طويلة. ربما اطول مما كتبه ستوكر! لكننا اخلصنا فيها ولم ننتظر سوى الاضافة الى رصيدنا الادبي لنفاجئ بشخص منعدم الضمير يسرقها!
من يتابعون المدونة (لا احد تقريبا من خارج الاقارب) ربما قرأوا اشارتي لهذا العمل من مدة, حين تحدثت عن ترجمة مصاص الدم التي نشرت في مجلة تحت الكوبري الالكترونية
البداية كانت برغبة اتتني من دار ليلى ودايموند بوك اثناء فترة اندماجهما لترجمة اعمال عالمية,. طلب منا ترشيح عدد من الاسماء مع نبذات عنها وضمن ما قدمته من اقتراحات كان ترجمة كاملة للاعمال الكلاسيكية في ادب الرعب التي لم تلق ترجمة امينة وافية كافية, وتم اختيار عملين مما رشحتهم فرانكنشتاين واسندت لزميل آخر ودراكولا 
لم اكن من هواة ادب الرعب المتعمقين. بضع قصص واعمال احمد خالد توفيق حبا في د-احمد وليس في الرعب ذاته. افلام قليلة تعجبني الصنعة اكثر من الخوف
لكن حين اسند هذا العمل لنا كانت الرغبة قوية في اتمامه على افضل صورة. لقد سأمت من القراءة عن دراكولا وعدم القراءة للنص الاصلي نفسه
يجب ان تخرج هذه الترجمة في مستوى غير مسبوق
وهذكا خارج الاتفاتق الرسمي وتطوعا منا  اضفنا للترجمة ملاحق تعبنا كثيرا في البحث عنها, قصة ضيف دراكولا ربما تكون متوفرة بسهولة. لكن التعمق في البحث عن تاريخ ترانسلفاتنيا ووالاشيا لمعرفة تفاصيل حياة فلاد دراكول ومن بعده فلاد دراكولا, التنقيب في الشبكة العنكبوتية بحثا عن تلك النهاية الاصلية التي لا تزيد عن نصف صفحة وعثرنا على خبر اكتشافها صدفة في احد المقالات النقدية. تفسير الكثير من الاشارات التي كانت معاصرة لقارئ ستوكر بينما غير مفهومة اطلاقا للقارئ المعاصر

ثم جهد المراجعة والتنسيق والصياغة الخ في عمل ضخم يصل الى 500صفحة
كل هذا في فترة كانت اقسى ما مر علي في حياتي لظروف وفاة والدي وهو ما جعل لهذه الترجمة في قلبي عمقا غائرا وارتباطا اكثر مما تستحق
واخيرا انتهينا
واخيرا بخ: اختفت دار دايموند من الوجود. تجمد المشروع. الحاح مستمر مني لنشره دون جدوى بسبب سلسلة من ال(ظروف)!!!

ثم اتى الرعب الحقيقي وليس الادبي
شخص غير امين عثر على النسخة المرسلة لدايموند بوك واستولى عليها ونسبها لنفسه 
واكتفى الاستاذ جاسم اشكناني بوضع كلمة وآخرين درءا للمسائلة القانونية 
والدار المحترمة التي نشرت السرقة ابحث فيها لاجد ان السارق هو ببساطة مديرها!

وهكذا في لحظة سمعت داخل عقلي صوت (طراخ ) هائلة بينما اصدم بمشاهدة احتفاء القراء بمجهود جاسم اشكناني وعبقرية دار بلاتينيوم في الاحتيال وسرقة جهد الآخرين!!!

على اي حال مع السير في الاجراءات القانونية البطيئة فأخيرا ظهرت النسخة الشرعية بالتعاون مع دار اكتب. تنزل في معرض الكتاب بإذن الله (يا رب تلحق تطلع من المطبعة)
كتاب يليق بالقارئ المصري والعربي
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
فبينما صدرت الطبعة السمروقة بدون مراجعة لغوية وبتنسيق سيء وباخطاء اكتشفتها لاحقا فيما بعد ولم يتم تصحيحها
تاتي الطبعة الشرعية مع دار اكتب بحال افضل وبمراجعة متميزة وبتصحيح لتلك الاخطاء وبتنسيق جيد
التدوينة التالية ساضع فيها مقدمة الكتاب والتعريف بالكاتب