الجمعة، 20 يناير 2017

كيف تنقد الفانتازيا: التقنيات الفانتازية 2

 وابدأ بالاعتذار لكم عن التأخير في نشر الجزء الثاني لسلسلة كيف تنقد الفانتازيا بإذن الله احاول المتابعة بانتظام اكبر الفترة القادمة

تقنيات السرد الفانتازي- ج2

 تحدثنا في المرة السابقة عن مجموعة من التقنيات او الحيل الادبية المستخدمة بكثافة في الفانتازيا والخيال العلمي وذكرنا ثلاثة من اهمها: السفر عبر الزمن بأنواعه-عرقلة السحر-الابهار بالضخم والغيرب
 ونستانف في نفس الموضوع مع تقنيات جديدة ونبدأ بواحدة من اشهر وأهم التقنيات, بناء العوالم, ولن أتحدث عنها باستفاضة نظرا لأنها أكثر تقنية تمت الكتابة والترجمة عنها بالعربية وللزملاء الفانتازيون أحمد خشبة-حسام نادر-محمد ابو الهنا اسهامات متميزة جدا فيها فأكتفي بعرض سريع مع محاولة تناول مختلف لجوانبها

4. تقنية العوالم الوهمية: 

 هي التقنية الأكثر ألفة عند النقاد والكتاب, تحدث عنها أكثر من كاتب ولفتت الانتباه في عالمنا العربي مع نجاح ثلاثية سيد الخواتم التي تقدم نموذجا للعالم المنسي في التاريخ وهاري بوتر التي تقدم نموذج العالم الكامن وراء الجدران. وهي تقنية ضخمة جدا ربما تحتاج لكتاب خاص بها لدراستها الشاملة حتى أن هناك تصنيفا للفانتازيا مبني على استخدامها, فالفانتازيا التي تستعين ببناء عوالم افتراضية تسمى بالفانتازيا الأعلى (high fantasy) والتي لا تستخدمها بالفانتازيا الدنيا (low fantasy)ونكتفي هنا بنظرة سريعة ولكن ضرورية عليها وعلى بعض حيلها ونتائجها.
تقنية العالم الوهمي ليست قصرا على الفانتازيا, الخيال العلمي يستعين بها خصوصا في شكل (الكوكب الآخر) في الأدب الواقعي فالهروب لعالم خيالي عبر الأحلام ليس بالغريب, أما الحديث عن عالم الانترنت الافتراضي فإنه يتجاوز أحيانا حدود الأدب وصولا لأرض الواقع.
 أشكال هذه التقنية متعددة جدا, كما ذكرنا ففي أدب الخيال العلمي افتراض عالم مختلف ومنفصل عن عالمنا في كوكب آخر أو بعد/كون موازي. لسكانه قدرات ومخلوقات وحياة مختلفة عنا.

ا-الجانب الخفي من العالم

تولكين لجأ لتقنية العالم القديم المختفي حيث في الماضي عاش البشر جنبا إلى جنب مع الجن (ومفهوم الجن في الأدب الغربي مختلف تماما عنه في الأدب العربي) والأقزام وغيرها من المخلوقات (المادية) ذات القدرات الفائقة. لكن مع تطور الحضارة انفصل البشر واختفت هذه المخلوقات عن العيون. العالم الكامن وراء ما تراه العيون هو الملاحظ في هاري بوتر, حيث يعيش السحرة في عالم كامل بمخلوقاته وحيواناته ومبانيه وسط البشر لكن مختفون عنهم. الساحر يعيش ويرى ما يراه البشري العامي لكن العكس غير صحيح لأن عالم السحرة مختبئ.

2-العالم الموازي

 في المقابل هناك صورة العالم الموازي, عالم آخر يمضي مستقلا تماما عن عالمنا لكن توجد ثقوب توصل بين العالمين يمر منها الأبطال. أحيانا يكون هذا العالم يشغل نفس مساحة الأرض لكنها غير مرئية (كعوالم الجن عند العرب) أو مستقل تماما حتى في سريان الزمن كما هو الحال في مدونات نارنيا.
 الكواكب الأخرى والحضارات الفضائية ملحوظة في أدب الخيال العلمي وقليل من تطبيقات الفانتازيا. الانتقال بين الابعاد (أو العوالم الموزاية لعالمنا) له أشكال كثيرة من ضمنها الانتقال لعوالم الجن كنموذج فانتازي
 بالنسبة لمهتم بالفانتازيا المحلية تبدو عوالم الجن كنموذج قديم ومتميز في هذه التقنية. الاستخدام القديم لعوالم وهمية في الحكايات الشعبية كانت إما في صورة الجزيرة المنعزلة أو الكهف/النفق السري السحري أو عالم الجن الموازي لعالمنا بممالك وطرق ومدن مختلفة رغم أنها تشغل نفس حيز الفراغ لعالمنا البشري المادي
 هناك طبعا الحديث عن ما وراء العالم كما في كتاب العظمة وهو كتاب قديم يرجع للعصر الأموي يحاول فيه كاتبه افتراض ما وراء عالمنا وصولا للسماء السابعة ثم الكرسي والعرش المذكورين في التراث الديني. وهو يمر خلال ذلك بعوالم تخيلية ضخمة تحتوي عالمنا كجزء صغير منها.
 حديثا فاستخدام عالم الجن محدود, ربما في رواية حسن الجندي مخطوطة ابن اسحق نموذج تجديدي يحاول استخدام هذه المادة الثرية في أدب الرعب لكن على أي حال فالفانتازيا العربية مازالت طفلا صغيرا لم يعتد بعد الاعتماد على مكوناته التراثية.
في خلق العالم الوهمي أو الافتراضي تقابل المؤلف عدة مشاكل ومحاذير, المشكلة الأولى هو مخالفة المنطق الطبيعي للأمور: فرغم كون العالم الذي افترضه الكاتب متخيلا لكنه غير قادر بالطبع على خلق وتفصيل كل جزء فيه. ولو فعل فسيكون إغراقا قاتلا في تفاصيل غير هامة حيث أن الشكل والمكان في الأدب عموما سواء كان فانتازيا أو واقعيا هو مجرد وعاء للحدث والحوار وزيادة حجم الوعاء تخنق المضمون وتقتله. استعراض عضلات خيال المؤلف قد يسحق العمل سحقا. هنا المؤلف يكتفي بخطوط عامة وافتراضات محددة ويترك فراغات هذا العالم يملؤها القارئ من ذهنه بتفاصيل العالم الطبيعي, لذا فإن لم يحدد المؤلف خاصية معينة لعالمه فإن ما قد يحدث من تناقض مع الواقع والمنطق يثير ضيق القارئ وتحفظه.
كمثال فلو أن الكاتب افترض وجود عالم تحت الماء, حين يتحدث عن النباتات الموجودة والصباح المشرق فسيصطدم مع الافتراض المنطقي والطبيعي بأن آشعة الشمس غير قادرة على اختراق طبقات الماء لتصنع نهارا مشرقا, ولن ينفعه حديثه عن أنه عالم خيالي لأن إجادة تصميم هذا العالم جزء من عملية الكتابة.
 المشكلة الثانية في العالم المتخيل هي الاضطرار للخوض في الكثير من التفاصيل, وهي بالطبع مرتبطة بالمشكلة الأولى, فالمؤلف مضطر لأن يضع قوانين وقواعد عالمه للقارئ لكي يفهمها, هذا يشغل مساحة كبيرة من العمل ولو وضعت مرة واحدة فقد تمثل جزءا مملا وكاشفا للأحداث بينما لو جزأها حسب الاحتياج لاستخدامها فسيقع في فخ الاستسهال أي أنه يضع الحل التخيلي السهل لبطله كلما احتاجه.
 هناك عدة للتغلب على هذه المشكلة منها: المناورة ببراعة بحيث يختصر المؤلف الوصف قدر المستطاع. فهو يختزل أوصافه ويعتمد على ملأ الفراغات بدرجة كبيرة على واقعنا الحقيقي مكتفيا بذكر المعالم أو الفروق الرئيسية لعالمه الافتراضي.
أو وضع فصل تعريفي في بداية القصة يحوي كل التفاصيل مخصص بوضوح لشرح هذا العالم الوهمي. تخصيص فصل كامل أو نصف فصل يشرح هذا العالم برغم من أنه أحيانا يمثل خروجا عن لغة السرد لكنه قد يلعب دورا مهما في الأعمال الضخمة المتشابكة حيث يمثل خريطة يرجع إليها القارئ كلما احتاج.
أو جعل البطل غريبا على هذا العالم يتعرف عليه مع القارئ ويكتشف أسراره جزءا جزءا كلما وجهته الأحداث. هنا نستخدم حيلة (التعلم) التدريجي لترك مساحة أكبر لخلق الأحداث مع تواجد تبرير أدبي لوضع تفسير وشرح الظواهر الغريبة المختلقة وسط الأحداث.
طريقة أخرى هي خلق أحداث أو حوارات ثانوية تشرح شكل/تاريخ/خصائص العالم التي سيحتاجها الكاتب في الرواية وتوضع موزعة في الرواية بترتيب مختلف عن احتياج البطل لها, المسألة شبيهة بتقنية الزرع, حيث يسمع البطل أو يمر بتجربة تمنحه معلومة غير مفيدة أو تمنحه أداة غير هامة ثم بعد ذلك يتعرض لموقف منفصل تماما بعد فصول عدة يستخدم فيه هذه الأداة أو المعلومة. الفارق هنا أن المؤلف لا يستخدمها لمساعدة البطل وإنما لمساعدة القارئ عبر رسم خريطة للعالم المتخيل.
مثلا يفترض للبطل أن يقوم برحلة للحصول على هدف ما فيأتي شخص يحذره ويقول: أتريد الذهاب إلى كذا؟ سيكون عليك المرور بمخاطر كذا في مدينة كذا ثم تعبر البحر ثم تمشي في الصحراء الخ الغرض من هذا التحذير هو رسم جغرافيا سريعة لرحلة البطل, ويمكن إضافة الديموغرافيا أو الرسم السكاني للجغرافي فمدينة كذا هي الموطن الرئيسي لمخلوقات كذا التي تعيش على لحوم البشر وتطير بسرعة خارق الخ. ولا يقابل البطل هذه المخلوقات في تلك المدينة وإنما يحتك بها في موقف آخر فيتعرف عليها القارئ من حديث الشخص الذي حذر البطل سابقا.
 وهكذا هلم جرا, تحذير ما هنا وحكاية عن مغامرة هناك ووصف لجار أصله من مكان غريب كمدخل لوصف هذا المكان تتجمع تدريجيا من مجموعة من الاحاديث والمغامرات الثانوية شكل لهذا العالم الافتراضي.
مشكلة ثالثة عكسية يتعرض لها مستخدم تقنية العوالم الوهمية. وهي الإفراط في الغرابة أو الإفراط في البعد عن الإنساني. فلو أتى المؤلف بعالم يسكنه البط مثلا كمخلوقات عاقلة مهيمنة, واستخدم لهذا العالم دراسات في نفسية الطيور فهو يتحدث عن اعشاش وعن عملية وضع البيض وعن مشاكل نفسية بسبب نقص الأعلاف وعن تمشيط الريش الخ فهنا يحدث انفصال وغربة عنيفة للقارئ عن أبطال المؤلف, فمهما كانت غرابة العمل وحب القارئ للخيال فهو في النهاية يريد أن يرى نفسه (على الأقل على مستوى المشاعر وردود الأفعال) في شخصيات العمل الذي يقرأه. الإسراف في الغرابة ليس دليل براعة في الخيال وإنما تنفير للقارئ.
هناك مشكلات أخرى معتادة غير مرتبطة بالفانتازيا ذاتها, كتناقض الكاتب مع نفسه, يحدث هذا في الاعمال المتعددة الاجزاء حيث ينسى الكاتب قاعدة وضعها في بدايات الكتابة ويذكر ما يخالفها في الجزء السادس, اعادة قراءة ما كتبته يكون مفيدا جدا في هذه الحالة! ضعف دوافع الابطال فالكاتب يجعلهم يمرون بمغامرات هائلة لأجل اسباب غير مقنعة للقارئ, لا تعود بالنفع على البطل مثل هذه المشاكل والسلبيات سنحاول بإذن الله مراجعتها في سلسلة مستقلة عن مشاكل وتقنيات الكتابة ورسم الشخصيات. وهو ما سيكون موضوعا عاما وليس مقتصرا على الفانتازيا.
 **********************

5. تقنيات المكان الحصين: الهروب إلى الحصن/العصمة/القمقم

 تقنيات المكان الحصين هي مجموعة من الحيل التي يستخدمها الكاتب مستعينا بمادة/شخصية/مكان حصين غير قابل للاختراق إما كملجأ آمن (العصمة) أو سجن خارق (القمقم)
 تستخدم هذه التقنية كالوجه الآخر للعملة لتقنية كعب أخيل أو الكربتونيت. فبدلا من نقطة الضعف الوحيدة التي تعجز أمامها قوة البطل تصنع تقنيات التحصين منطقة القوة التي يستعين بها البطل إما لحماية نفسه أو للسيطرة على قوى عدوه الخارقة.
 كثيرا ما تأتي تقنية الحصن في قلب الحبكة وترتبط بذروة الصراع

أ. تقنية العصمة:العصمة أداة نجاة محدودة الزمان أو المكان أو كلاهما. 

 والعصمة كفكرة ليست غريبة عن الأدب الواقعي ولا الواقع, في حياتنا كثيرا ما نصنع ما يشبه الملجأ الآمن الذي نهرب إليه من المشاكل, في التراث الديني عصم الله (سبحانه وتعالى) نبيه محمد من الناس, وعصم الأنبياء من الخطأ. في التاريخ كان الملوك يمنحون لبعض ندمائهم ما يشبه تصريحا شاملا بالعبث كعفو مطلق لا يعاقبهم أحد على أخطائهم. في الحياة الحالية يلجأ رجال الأعمال لمقاعد البرلمان لتعصمهم حصانتها من المسائلة.
في الفانتازيا تكون العصمة مطلقة, فلسبب ما يوضحه أو لا يوضحه الكاتب يمتلك العنصر الذي يحمل العصمة (مكان أو شيء) مناعة خارقة ضد العدو تعجز أمامه قوته, قد تكون هذه المناعة مؤقتة أو دائمة, مشروطة أو غير مشروطة: الفكرة هنا أن المؤلف يستعين بعنصر ما ليحمي بطله بقوة غير عادية, قد يكون مكان ما لا تستطيع قوى الشر اختراقه (كما كانت ريفنديل مدينة الجن في الأرض الوسطى في روايتي الهوبيت وسيد الخواتم) أو منزل محصن بالتعاويذ (منزل سبايدر ريك في الفيلم وليس القصة كان محاطا بدائرة سحرية مضادة للاختراق) أو تعويذة/تميمة (كصنع دائرة ملح أو كلمات تحمي ضد الشر كالآيات القرآنية, ارتداء الصليب في وجه مصاصي الدماء) ومن الأشكال الشائعة التي تشبه القفل السري: الطلسم الذي لا يقدر سوى شخص واحد فقط على استخدامه.
 نلاحظ هنا كثافة الاستخدام الديني ليكون عنصر الحماية. فالمدينة المقدسة أو الصليب او الماء المقدس أو المبارك أو المسجد أو الكنيسة أو آيات الاستعاذة كلها تستخدم كعنصر عصمة وحماية في مواجهة شرور ما وراء طبيعية. وهذا يمنح الكاتب مبرر منطقي ومفهوم من حياة القارئ حسب ثقافته في رحلة السعي لمواجهة قوى الشر.
 وهذه الأشكال المتعددة للعصمة تستخدم لخدمة أو حتى صنع حبكة القصة, فقد يكون الملجأ الآمن هو هدف البطل الذي يسعى للوصول له ليفرض حماية أبدية على نفسه أو على شخص أو شيء يقوم بحمايته. أحيانا يكون الغرض من الرحلة عكسيا حيث يسعى البطل لاخراج المختار /الأداة الخارقة من هذا الملجأ ليحققا قدرهما, فتكون حبكة القصة هي الرحلة لهذا الملجأ ومحاولة الشر منعه من الوصول إليه.
تمثل كل حالة كنزا من الاحتمالات لتعميق الصراع الداخلي في القصة, فالشخص الذي وصل أو عاش داخل هذه الدائرة الآمنة يشعر حتما بصراع نلمسه في أيامنا هذه, الصراع بين الرغبة في الاستقرار في القاع وبين المخاطرة للوصول للأفضل.

ب. تقنية القمقم:

 بينما العصمة أداة نجاة لقوى الخير فالقمقم أداة حبس محدودة المكان أو الزمان أو كلاهما. هو سجن خارق أو قصور فوق الطبيعي يستخدمه البطل للسيطرة على قوى الشر الفائقة وحبسها.
أشهر هذه الأدوات وأقدمها هو القمقم الذي يحبس المارد مختوما بختم سحري(تعويذة القدماء) ديني (كختم الملك سليمان) وحين يطلق البطل القمقم بغبائه تقع المواجهة بينه وبين الجني ويسعى لإعادته للقمقم مرة أخرى.
 استخدامات هذه التقنية في الحبكة متعددة للغاية فأحيانا تستخدم حيث يسعى البطل لمنع قوى الشر من تدمير القمقم وإطلاق القوة القديمة المحبوسة أو لاستدراج قوى الشر لهذا القمقم الخارق (بالحيلة غالبا) لحبسه هناك.
استخدام مختلف مشترك للعصمة والقمقم هو الهوركروكس. الفكرة التي وضعها تولكين في الخاتم السيد وطبقتها رولينج بوضوح في الهوركروكس. مخبأ لقوة الشر تحميه من التدمير حين ينتصر عليه الخصوم لكنها تمزج بين القمقم والعصمة في وقت واحد
فهنا الشر هو من حبس نفسه في هذا القمقم ليحفظ نفسه من الهلاك أثناء مواجهته الخطر, هذا يعني مهمة إضافية أمام البطل بجانب منع إنطلاق القوة الكاملة من القمقم وهي تدميره.
 مثال على هذا الاستخدام هو الخاتم السيد في ملحمة سيد الخواتم, فالشرير سورون وضع قوته في الخاتم الأوحد ليحميها. قوى الخير تسعى سعيا مزدوجا الأول منع وصول الخاتم لأيدي الخيالة السوداء التي تسعى لاطلاق قوة سورون الجبارة الكاملة من الخاتم ومن ناحية أخر تسعى لتدمير هذا الخاتم نهائيا لتحطيم سورون إلى الأبد.
ومن أجمل تطبيقات تقنية القمقم الهوركروكس في الصراع سلسلة هاري بوتر, فحتى الجزء الرابع مهمة بوتر ورفاقه (معلمه دمبلدور وأصدقائه) منع انطلاق القمقم, منع الورد فولدمورت من العودة للحياة الكاملة بالقوة الكاملة بعد أن أصبح يعاني من قصور وعجز كبير في قوته نتيجة هزيمته أمام الحماية التي وضعتها أم هاري عليه لتنقذه مضحية بنفسها (تقنية عصمة). لكن حبكة منع القمقم من الانطلاق لم تستغرق سوى نصف المعركة ففي نهاية الرابع فشل البطل وعاد الشرير لقمة قوته وضاعفها بالقضاء على أقوى خصومه دمبلدور ووزارة السحر. وتبدأ المرحلة الثانية من الحرب بغرض القضاء على الشر وليس مجرد احتواءه إلى جانب مهمة تدمير الهوركروسات السبب في بقاء الشر حيا.
هذه التقنية تتهرب من واحدة من مشكلات تقنية القمقم الرئيسية إذا اعتمد الحبس في القمقم كحسم للصراع. إذ أن الشر هنا تم احتواءه وليس القضاء عليه بما يمنحه فرصة للعودة, طبعا نفس المشكلة تتحول إلى فرصة لخلق نهليات مفتوحة أو أجزاء تالية.

ج: الطلسم:

 يشترك الطلسم مع القمقم والعصمة في كونه حماية خارقة, لكنه يختلف عنهما في غرض الحماية وطريقة تجاوزها. فالطلسم هنا يمثل نوع من قفل الأمان المعد لاستخدام شخص واحد فقط, فهو يحمي إما كنزا أو سلاحا خارقا لا يقدر على استخدامه سوى الشخص المكتوب في القدر. من اشهر الطلاسم هو طلسم حماية مصباح علاء الدين وطلسم حماية الديك المرصود لسيف ابن ذي يزن

د. الرصد: 

الرصد ليس وسيلة حماية قدر ما هو وسيلة توريث, هو حالة وسط بين تقنيات العصمة وتقنيات النبؤات. فالرصد يخصص شيئا عبر استخدام السحر كي يحتفظ به لشخص قادم عبر الزمن (حفيد يحمل دماء الراصد-المختار الذي تنبأت به النبؤة الخ) الاستخدام نادر حاليا في الأدب الحديث رغم كثافته في التراث.
***********************
#يتبع

الجمعة، 6 يناير 2017

كيف تنقد الفانتازيا 1. التقنيات الفانتازية الجزء الاول

مقالي الجديد على صفحة فانتازيون
https://www.facebook.com/Fantasians/?fref=nf
#كيف_تنقد_الفانتازيا
 بإذن الله ستكون هذه سلسلة مقالات احاول المشاركة فيها مع زملائي في الرابطة لتوضيح نقاط معينة تختلف فيها الفانتازيا (وانماط من الخيال العلمي والرعب) عن بقية الوان الادب (كالواقعية مثلا) وتحتاج الى اهتمام ومعالجة نقدية خاصة
 فحين تقرأ رواية تنتمي للفانتازيا لا يكفي في تحليلك لشخصيتها اظهار علاقتها مع المجتمع وعمق مشاعرها وتفاعلها مع الازمة الخ
تاثير السحر-القوة الخارقة-الخطر العجائبي على هذه الشخصية امر يستحق الاهتمام
 في الخيال العلمي لا يكفي مناقشة الحبكة والصراع في العمل بل يجب مناقشة الفكرة العلمية ومدى اتساق النظرية الحقيقية مع معالجة الكاتب لها
 طبعا هذه الادوات التي يحتاج الكاتب (والقارئ الذي يناقش الرواية) الى معرفتها وفهمها لا تغني عن بقية الادوات النقدية الاخرى
 لكنها تكملة هامة لها مرتبطة وخاصة بالفانتازيا
وسنبدأ برصد بعض التقنيات او الحيل الادبية
#كيف_تنقد_الفانتازيا
#التقنيات_الفانتازية جزء1
 لو تناولنا جانبا واحدا من جوانب النقد وهو الحيل والتقنيات الأدبية. في نقد الرواية الواقعية نجد رصدا لحيل مثل التداخل الزمني والصراع النفسي وتغير لغة الشخصيات الخ
 لكن أدب الفانتازيا يمتلك حيلا وتقنيات أخرى ترسخت عبر الكتابات الممتدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وإذا استثنينا تقنية (العالم الافتراضي) بجوانبها المتعددة, لم تحظ بقية التقنيات على أضواء كافية, وسنحاول هنا على سبيل المثال (لا الحصر) عرض بعضها
. تقنية السفر عبر الزمن
 استخدم الزمن في الأدب الواقعي بالتنقل عبر المراحل المختلفة للحياة واستخدام الفلاش باك أو السير المتوازي في زمنين لشخصين, أو حتى محاولة تحطيم حاجز الزمن بنقل أحداث مترابطة على توال ارتباطها لا زمنها, وغيرها من الاستخدامات لهذه التقنية في الرواية. في أدب الفانتازيا حيث حرية أكبر تقابلها فرص ومشاكل أكبر. فالزمن ليس تيارا جامدا في اتجاه ثابت, منذ أن أتى أدب الخيال العلمي بفكرة السفر عبر الزمن وقد تطورت الفكرة بسرعة في شقيقته الفانتازيا مطورة عدة وسائل لاستخدامه
 وتبرز تقنية السفر عبر الزمن, مع معالجتين, معالجة الزمن الصارم: ما حدث قد حدث ولن يتغير. ومعالجة تأثير الفراشة. الأولى تفترض أن سير الأحداث صارم ولا مجال لتغير الزمن رغم انتقال الأبطال إلى الماضي أو عودتهم من المستقبل. والثانية تفترض حدوث تغير هائل بسبب تغيير بسيط
أ. السفر عبر الزمن الصارم
الكاتب الذي يستخدم هذه التقنية يجد نفسه ملزما لتركيب الاحداث في صورة مركبة كبيرة متناسقة, حيث يعيش البطل نفس الزمن مرتين دون أن يؤثر ما يفعله في الاحداث النهائية وإنما يكشف فقط عن جانب آخر منها: مثال لذلك رواية هاري بوتر وسجين أزكبان حين سافر هاري وهرميون للماضي لإنقاذ سايروس بلاك. أنقذا في الطريق المخلوق الطائر الهيبوجريف الذي كانا يعرفان أنه قد أنقذ بالفعل. وأثناء هذه الدورة الزمنية القصيرة تجمعت التفاصيل المختلفة الصغيرة التي مر بها البطلين في النصف الأول من الاحداث لتصبح هي المجرى الرئيسي للنصف الثاني من الاحداث عقب سفرهما للماضي.
 مثال ثان في فيلم القردة الاثنى عشر. حيث كان كل ما قام به بطل الفيلم من سفر للماضي لمواجهة الفيروس الذي دمر الأرض هو في حد ذاته الأحداث التي ألهمت وسهلت مهمة المخرب الذي نشر الفيروس.
 هذه التقنية تحتاج لجهد كبير من الكاتب لضبط أحداثها وتفاصيلها خلال عرضه لنفس الزمن مرتين. تكوين الصورة الكبيرة بدون تناقض يلاحظه القارئ. المشكلة التي تواجه المؤلف هنا هو خطر الإملال بسبب تكرار الحدث, ولو نظرنا للمثال الأول في رواية هاري بوتر وسجين أزكبان نجد المؤلفة قد نجت نوعا من هذا الخطر في الرواية لكن المعالجة الفيلمية سقطت فيه بعنف. في المثال الثاني كانت المهمة أشق لأن القصة بالكامل قائمة على هذه الفكرة لكن كون الاحداث تمضي في زمن واحد بالنسبة للبطل لأنه لم يعشها بصورة مزدوجة تستبعد هذا الخطر لكن تقربه من مشكلة اكتشاف المشاهد للفكرة الرئيسية سريعا مما يحرق الأحداث. لكن براعة الكاتب في استغلال هذا الخطر بدلا من الهروب منه بخلق حالة من الندم عند البطل جذبت المشاهد.
 أحيانا لا تكون الصورة شديدة الثبات في هذه التقنية, حيث يدخل المسافر عبر الزمن في حلقة مفرغة محاولا تغيير ما لا يمكن تغييره على طريقة سيزيف الذي يرفع الحجر لاعلى الجبل فقط ليسقط كي يرفعه من جديد. التركيز هنا يكون على فكرة القدرية. البطل يسافر لينقذ شخصا ما من الموت فقط لكي يموت بسبب آخر! لأن القدر ثابت حتى لو تغيرت المعطيات الثانوية
ب. السفر عبر الزمن لإحداث تأثير الفراشة
 على عكس التقنية الأولى التي يحاول الكاتب فيها تشكيل متاهة داخل صورة ثابتة فإن الصورة الكلية تتغير في كل مرة يتم فيها السفر عبر الزمن. التركيز هنا لا يكون على مجرد حدوث اختلاف في الزمن وإنما أن حدثا بسيطا أدى عبر الزمن وعبر سلسلة أحداث متتالية لفارق ضخم غير متصور. كلمة قيلت, باب أغلق, مجلة ألقيت في صندوق قمامة. الفكرة مبنية على نظرية تأثير الفراشة الشهيرة, التي تقول أن هناك سلاسل من المعطيات والقوى الكثيرة جدا المتحكمة في حياتنا حتى تبدوا للناظر من كثرتها أنها فوضى وعشوائية, ولأنها ليست فوضى حقيقية فإن اختلاف متغير بسيط يبدو ثانويا قد يؤدي عبر تسلسل هذه القوى وتفاعلها إلى إحداث تغييرات هائلة, أو كما يصف المثال الشهير: خفقات أجنحة الفراشة قد تؤدي إلى إعصار.
 حين تستخدم هذه التقنية في أدب الفانتازيا أو الخيال العلمي عبر استخدام السفر عبر الزمن, تكون مهمة الكاتب هي خلق صورة جديدة كل مرة من نفس المعطيات, مستغلا تغييرا واحدا محدودا يبني عليه تسلسل سريع يتضخم ككرة الثلج. هذه التقنية عادة ما تكون في قلب الحبكة القصصية, فالبطل يسافر عبر الزمن إما لإحداث هذا التغير أو إصلاحه أو هو يعاني من نتائجه. أمثلته كثيرة تناولها الأدب والسينما بكثافة ومن أشهرها فيلم تأثير الفراشة, والعودة من المستقبل.
 أحد المشكلات في هذه التقنية هي مسألة الدائرة الزمنية المفرغة, حين يقوم البطل بالسفر من الزمن (ك) إلى الماضي (ح) لمنع الموقف (أ) من الحدوث. حين ينجح البطل فإن الموقف (أ) لن يحدث وهو ما يعني أنه في الزمن الحديث (ب) لن يجد دافعا للسفر إلى الزمن (ح) وهذا سيعني أن الموقف (أ) لن يوجد ما يمنع حدوثه بما يرجعنا لنقطة الصفر!
 أحد الحلول المقنعة (نسبيا) هو استخدام فرضية الواقع البديل: وهي تعني إضافة افتراض خيالي بأن الشخص الذي يسافر عبر الزمن يغير العالم من حوله إلى واقع بديل (على طريقة ماذا يحدث لو) لكنه هو وأداة السفر لا يتأثرون لأانهم من نتاج واقع بديل مختلف يمضي عبر الزمن. فهو لا يؤثر ربما حتى في مصيره الشخصي. كأنه أصبح كائنا منفصلا مستقلا ينتمي لواقع آخر لم يحدث أو انتهى وتلاشى أو أصبح كونا موازيا. الأمر يعد مزج بين العالم الموازي والسفر عبر الزمن مستفيدا فيها من نتائج نظرية الكم في الابعاد المتوازية. استخدمت هذه التقنية نوعا في بعض الأعمال من أشهرها عالميا لعبة أمير فارس التي تحولت لفيلم ومن الأعمال العربية الحديثة رواية داي نيبون لمحمد عبد العليم
2. تقنيات عرقلة السحر في صالح البطل
 طبعا حين يكون السحر ضد البطل يمثل الأمر فرصة وقوة للصراع عبر إضافة مشاكل أخطر له, الطبيعة الملحمية لمعركة قوى الخير والشر هي أكثر تسيدا في أدب الفانتازيا, التخلص منها لصالح الشكل الحديث في الرواية من صراع قوى ونزعات بشرية ونفسية ليس كاملا في أغلب الأحيان, في النهاية ففكرة المعركة الكبرى والهدف السامي جذابة لمشاعر وتعاطف القارئ والتخلص منها في الفانتازيا أكثر صعوبة.
 والسحر أو القوى الخارقة في مجملها هو احد الاستخدامات المنتشرة في هذا اللون من الأدب, فبصفته اللون الأكثر حرية للخيال كان المنفذ الطبيعي للتعبير عن أحلام البشر في الكمال أو التفوق أو القفز فوق حدوده وقصوره.
 لكن استخدام السحر لصالح البطل هو أحد أصعب التقنيات التي تواجه المؤلف, فهي لسهولتها الشديدة تمثل فخا قاتلا للكاتب. لدرجة أنه يجد نفسه كمن يمشي على حافة بين هاويتين, الأول هي ولماذا لم يستخدم السحر لينجو وينتهي الأمر؟ والثانية هي: الأمر سهل لدرجة السخافة.
 الفانتازيا كأدب يمتلك حرية أكبر هو بالتأكيد يستوجب مسئوليات أكثر! واستخدام السحر في صالح البطل هو أحد أقدم الحلول السهلة في تاريخ الأدب. وهو في الوقت نفسه أحد المكونات الرئيسية في الأدب الخيالي. وفي الكتابة الحديثة تصبح عملية الإمساك بهذا الفن المراوغ في شدة الصعوبة. فالحلول السهلة تعني فشلا في الكتابة, وعدم الاستخدام يمثل تناقض منطقي. فالبطل بشر ومن طبيعة البشر استخدام الحل الأسهل.
 لذا نشأت تقنيات متعددة لعرقلة استخدام السحر والقوة الخارقة لصالح البطل ومنها:
التعليم: حيث يصبح تعرف البطل على قوته أو سحره مرتبطا بالتعلم والدراسة. هنا ينشأ قصور طبيعي نتيجة الجهل أو عدم نضج القوة بما يكفي لاستخدامها, استخدمت رولينج هذه التقنية ببراعة عبر مدرسة هوجوورتس استمرت لسبع سنوات, حيث جعلت السحر علما كبيرا لا يجيده الساحر بسهولة. ورغم ذلك لم يكن هذا عائقا كافيا فاضطررت لاستخدام تقنية التحريم
التحريم: حيث يكون استخدام السحر محرما في حالات معينة, ميزة هذه التقنية عن تقنية (الكربتونايت) هو القدرة على اختراقها في بعض الأحيان. مثال لهذه التقنية في سلسلة هاري بوتر حيث وضعت وزارة السحر قوانين صارمة بمنع استخدام السحر تحت السن القانوني ومنع استخدامه أمام العامة. وقد تلاعبت الكاتبة ببراعة بهذه التقنية عدة مرات فاستغلت التحريم لإيقاع البطل في مشكلة حين ألصق الجني دوبي به تهمة استخدام السحر تحت السن, ثم حين اخترق هاري مرتين هذا القانون مرة باستخدام ثغرة قانونية والثانية في ثورة غضبه وكان عليه مواجهة العواقب في المرتين.
 تصلح تقنية التحريم كثيرا في معالجة المشاكل التي تحدث نتيجة تفاعل الشخصية مع الشخصيات العادية الأضعف منه. وكما رأينا في نموذج رولينج تتيح فرصا لمعالجات جانبية متعددة. لكن في أحيان كثيرة تكون غير مقنعة للقارئ خاصة لو كانت الشخصية متورطة أصلا في مشاكل ضد مجتمعها أو خارجة بالفعل عن قوانيه.
تقنية الكربتونايت أو العجز: أو قصور القوة أمام مواقف معينة. هنا يفترض الكاتب نقطة ضعف لقوة بطله الخارقة أو السحرية. عادة ما تكون الثغرة التي ينال بها العدو من البطل. إما شيء منيع ضد قوة البطل أو نقطة ضعف قادرة عل محو قوته. استخدام تقنية نقطة الضعف منتشر جدا في كل قصص الابطال الخارقين فهي أحد الاركان الرئيسية ونموذجها الاشهر هو مادة الكربتونيت المادة الوحيدة القادرة على قهر سوبرمان. في قصص علاء الدين القديمة نجد الرخ مثلا نموذجا للمنطقة المحرمة التي يعجز البطل عن نيلها باستخدام الجني. الفارق بين تقنية الكربتونيت وفكرة كعب أخيل القديمة هو في الحركة. فكعب أخيل ملتصق به, وهو الثغرة الوحيدة التي إن عرفها الخصم استخدمها لتدمير البطل بينما الكربتونيت متحرك, قد يستخدم كسلاح ضد البطل أو لتحريم مكان ضده الخ. التقنية ليست مقتصرة على نقاط الضعف فحسب بل أيضا عل حدود وقصور القوة أمام مواد أو مواقف معينة. فمثلا رولينج استخدمتها لتفسير عجز أبطالها عن الحصول على الطعام باستخدام السحر عن طريق قانون التحويل الذي يؤكد وجود ثلاثة استثناءات في قدرة الساحر على التحويل ومنها الطعام. مشكلة تقنية الكربتونايت أنها جامدة جدا, أنت تعرف بسهولة ما سيحدث بمجرد أن يتعرض سوبرمان للكربتونايت. التحوير او احتمالات الاختراق محدودة ومتكررة.
3.تقنية الإدهاش بالغريب والضخم
 أحد أقدم تقنيات السرد الفانتازي على الإطلاق. بل ربما نعتبرها السبب في الاتجاه للخيال الجامح في الآداب القديمة. الاستعانة بأشكال غريبة ومخلوقات وهمية غير مألوفة ومضاعفة الأرقام من أعداد وأحجام ومساحات لإحداث حالة من الذهول التي تشد القارئ رغم عدم تصديقه المنطقي لهذه المبالغات. في الأشكال الحديثة تطورت هذه التقنية كثيرا لأن مسألة الحفاظ على (المنطقية الخاصة) للعمل زادت أهميتها عند القارئ وأصبح الكاتب اكثر اهتماما (بالصدق الفني) أصبح الكاتب في تشكيله للعوالم الوهمية ملتزما بالانواع والاشكال التي وصفها, وهي تدخل في قلب الصراع,
وتبرز هنا ملحوظة متعلقة بهذه التقنية حين نقارنها في الادب الحديث بأعمال الخيال في ألوان الأدب القديمة ككتاب العظمة وسيرة سيف ابن ذي يزن سنجد أن استخدام الغرائب في السير القديمة كان لمحض متعة وابهار القارئ, وتوظيفه الفني محدود إلى حد كبير. فالبطل يصل لبلاد غريبة بها مخلوقات عجيبة يمر بها مرور الكرام وأحيانا يواجهها في معركة قصيرة لا تتكرر.
 في الأدب الحديث لم تعد تلك المخلوقات الغريبة جزءا ضئيلا من رحلة البطل, بل جزء من العالم الواسع الذي يتصارع معه, فهي مخلوقات غرائبية فاعلة ونشطة مع أو ضد البطل أكثر بكثير مما كانت في الأدب القديم, الأهم هو الانتشار, فتلك المخلوقات في كل مكان, قد تكون مختفية في الظلام أو في بعد آخر أو في بيوت غير مرئية وسط الناس بينما في الأدب القديم كانت موجودة في جزيرة خاصة بهم إذا تجاوزها البطل لم يقابلهم
 هذا الفارق قد يبدو بسيطا, لكن لو نظرنا له من زاوية أخرى لأدركنا اهميته, المؤلف القديم كان يلعب على وتر المجهول والغير معروف بينما أصبح المؤلف الحديث أكثر جرأة يغير في بنية العالم المعروفة ليتحرر من قيود مطابقة الواقع.
#يتبع

الأربعاء، 4 يناير 2017

رابطة فانتازيون الأدبية

الرؤية: تسعى رابطة (فانتازيون) لأن تكون أول كيان مؤسسي لأدب الفانتازيا في العالم العربي، يكون قبلة لكافة المتعاملين مع عوالم الفانتازيا من قراء وكتاب ونقاد وناشرين. نحن نسعى لزيادة قاعدة أدب الفانتازيا في العالم العربي، وتعريف القارئ حول العالم بأدبنا الفانتازي الخاص بنا .

البيان التاسيسي
لماذا (فانتازيون)؟؟
لأن الخيال هو أصل الإبداع، والفانتازيا هي الأم التي أنجبت كل ألوان الكتابة السردية.
 ولأن الأدب العجائبي العربي في طفرة يلحظها كل قارئ ومتابع للسنوات الأخيرة، على يد جيل جديد متفتح يحاول تطوير نفسه بنفسه. وهي طفرة تحاول قطع سنوات من الابتعاد عن تقنيات وأفكار نقدية ومدارس قوية تطورت غربا وشرقا، وجعلت من هذا اللون الأدبي المتميز الأكثرَ قدرة على مواجهة مشاكل الواقع والتنبؤ بمستقبله، وأكثر تفاعلا مع كل قطاعات القراء، بينما يصر البعض على قصرها في عالمنا العربي على الأطفال والناشئة، وبالتالي تعجز أدواتهم عن ملاحقة التنوع والتطور الذي كتبه عباقرة أدب الفانتازيا في عصرنا الحالي.
 ولأن ملاحقة تلك الفجوة الضخمة، مع إعادة الاتصال بالجذور الخيالية التراثية التي طال انقطاع الأدب العربي عنها، أمر يصعب على أي كاتب بمفرده؛ خصوصا مع الأزمة التي يمر بها النقد الأدبي حاليا، وتخليه (إلا قليلًا) عن متابعة الكتابات الجديدة وتوجيهها.
لـــــذلــــك تشكلت (فانتازيون)!
 رابطة لكل كتاب الأدب العجائبي والفانتازيا بألوانها، وكيان وضع لنفسه أهدافًا يسعى لتحقيقها لتطوير أدوات وقيمة الأدب الخيالي العربي:
1. تصحيح صورة الفانتازيا، ورفع الالتباس بينها وبين أدبي العبث والأطفال. وتوضيح الفروق بين ألوان أدب الفانتازيا المتعددة، وبينها وبين ألوان الخيال العلمي والرعب.
2. تحاول الرابطة نشر ثقاقة الفانتازيا كتابةً وتذوقًا عبر كافة الوسائل المتاحة.
3. تحريك الرؤى النقدية التي تناسب وتواكب حركة الكتابة الفانتازية الصاعدة، وترسيخ مبادئ ومفاهيم نقدية خاصة بالفانتازيا، على نهج ما حدث مع الفانتازيا الغربية واليابانية كنماذج لمدارس أدبية متقدمة.
4. تطوير أدوات كُتّاب الفانتازيا العرب؛ بتعريفهم بأدوات وتقنيات الكتابة السردية الحديثة، سواء ما كان خاصًا بالفانتازيا، أو أساسيا لجميع ألوان الأدب.
5. إحداث توازن بين التأثير الغربي الطاغي على الكتابة الفانتازية العربية الحالية، والموروث الشرقي بأصوله المنسية أو المتجاهلة أو المخفية، وهي متعددة وثرية، ومنها العربية والفرعونية والآشورية والأمازيغية والفارسية... إلخ.
6. إصدار وسائل إعلامية تعبر عن الرابطة وأهدافها وعن أدب الفانتازيا العربي، والسعي للتعريف بالفانتازيا العربية لقارئي اللغات الأجنبية.
7. التفاعل بين أعضاء الرابطة هو الأساس لكل نجاح مرجو منها. ومساعدة بعضنا البعض بكل السبل الممكنة؛ سواء عبر مشاركة الرأي، أو ترجمة مقالات متخصصة للعربية، أو توفير مكتبة خاصة بكتب متعلقة بتقنيات الكتابة والنقد.
8. التعريف بالأعمال المتميزة والجديدة لكتاب الفانتازيا العرب، وتشجيعها، وتشجيع عمل قراءات نقدية لها.
الموقعون:
 إسلام علي – إبراهيم السعيد – عبد العزيز أبو الميراث – محمد الدواخلي – أحمد خشبة – محمد فاروق – حسام نادر – محمد مجدي فراج – محمود علام – صفاء حسين العجماوي – كريم محمد علي – محمد عبد الفتاح – محمد مجدي يوسف – شروق خالد – منال عبد الحميد– أيمن العايدي.

الرابطة مفتوحة لكل الاعضاء المهتمين بادب الفانتازيا
وانضم لنا في وقت قصير اسماء أخرى غير المؤسسين ال16
يشرفني كثيرا انني ساهمت معهم في صياغة هذا البيان

صفحة الرابطة
https://www.facebook.com/Fantasians/?fref=ts
جروب المناقشات
https://www.facebook.com/groups/Fantasians/

قريبا مدونة او موقع خاص بالرابطة