الجمعة، 15 فبراير 2013

محمد محرز: دورة الحياة والموت والشهادة والحقارة والمجد

اعتدنا في عالم الخيال ان نطلق الوصف: غير ميت لمخلوقات وحشية: زومبي -مصاصي دماء-شياطين-ممسوسين الخ
وننسى ان في عالم الحياة هناك من استثناهم الله ومنحهم هذا الامتياز الذي يكسر دائرة الموت والحياة في مكانة نورانية رفيعة

الشهداء

امس اثناء تصفح الفيس بوك لفت انتباهي هذا التنبيه
والفيس بوك اصبح خنيقا وقاتلا ومملا ومثيرا للعداوة والبغضاء حتى لم اعد انظر فيه الا لاثنين: اللالعاب (التي قضيت سنوات اقوم بعمل بلوك لدعوات من يدعوني لها)
والتنبيهات فقط

اتاني تنبيه بدعوة لصلاة الغائب على الشهيد محمد محرز

توقفت امام الاسم, اعرفه, يشبه اسم  احد الفريندز على الفيس بوك.
فريند مصطلح وليس مجرد كلمة فالترجمة تعني صديق
لكن ال(فريندز) ليسوا اصدقاء بالفعل. انهم معارف الكترونيين. العلاقة بيننا عبر الاسلاك والكابلات والازرار فحسب

وكان محرز احد هؤلاء الفريندز

نظرا لان الشهيد اغلق حسابه قبل سفره لسوريا فاستغرق الامر مني بعض الوقت حتى تاكدت انه بالفعل هو من اعرفه.

تذكرته
شاب هادئ مهذب محترم في الجدل. له ميول اسلامية دون تشدد. لا يطيل في القناشات التي تستغرق وتستهوي البعض
وفقط
عف اللسان
مناصر لفكرو الثورة ولديه امل في انتصارها

هذا كل ما اعرفه عنه
عرفت امس انه متزوج وله طفلة عمرها 3سنوات
وانه اغلق حسابه منذ شهر على موقع الجدل العالمي فيس بوك قبل ان يسافر الى سوريا ليشارك في قتال بشار وزبانيته

سبحان الله

شباب مصري يذهب لسوريا ليموت وشباب سوري ياتي لمصر ليعيش

هي دورة الحياة والممات تغلفنا جميعا
اشخاص يسعون لحتفهم وىخرين لمعيشتهم
لا يكسرها ولا يستثنى منها الا الشهداء
رحمه الله وتقبل منه نيته

وكمان كان استشهاده جزء من دورة الحياة والممات يمثل هذا الحاجز النوراني بين الاثنين
كان خبر الاستشهاد جزء من دورة المجد والحقارة
هناك من يتجاهلون الالسنة ويمضون للعمل
وهناك من تغلبهم الحقارة حتى يسلقوا الناس بالسنة حداد

لا تاخذ من عملهم
ولاتسلم من السنتهم

محمد محرز ليس اول شهيد مصري في سوريا, لكنه اول من له اصدقاء على الفيس بوك وتويتر ارادوا الاحتفاء به وتذكره والترحم عليه

واتى من (إذا خاصم فجر) يسخر من الشاب ومن عمله, يحاول تحقيره بحقد طائفي اعمى. لا لشيء الا لتوافق الاتجاه السياسي بينه وبين السفاح بشار

المبادئ لا تتجزأ فقط لكنها تباع بالجملة والقطاعي!

لقد فعل بشار ومن قبل الثورة العن مما فعله مبارك

وتجد الكائن من هؤلاء يهتف بحرقة: خالتك سلمية ماتت, ما احنا لوشلنا سلاح زي ليبيا كنا ربيناهم

ويقف امام بشار يعدد مواقف حنجورية لم تسمن ولم تغن على انها بطولات وان من يحاربه ارهابي

رحمك الله يا محمد محرز, شاء الله ان ينقي ذنوةبك بالسنة تلتقطها وتاكلها لتقابله نقيا
اختتم بان ارجو ان تدعوا له بالرحمة ولاهله بالصبر

الأربعاء، 6 فبراير 2013

حقائق ادبية سخيفة (من5الى8)


حقائق أدبية سخيفة
الحقيقة 5
الكبار يخطئون ايضا! ليس ان كاتبا يعجبك تتصور ان تزكيته لعمل آخر ستكون محل ثقة, فالمجاملة والرهبة من كسر النفس والامل في المستقبل البعييييييييد لصاحب العمل كلها عوامل تسبق قراءة العمل نفسه

حقيقة 6
قيراط حظ ولا فدان شطارة, البعض يكون محظوظا ربما بصدفة تجمعه بمن يزكيه او باسم كتاب يطرقع مع القراء او بمشهدين حقيرين محشورين حشرا في العمل ارضيا بعض ذوي الميول المتطرفة فانبروا للتمجيد او بعلاقات وصلات أو أو أو
فتجد في البدايات كثيرا من الاضعف موهبة يسبقون آخرين اكثر موهبة
لكن الارض سواء كانت قيراطا او فدانا تحتاج للحرث والزرع المستمر, والحظ في الانطلاقات او الموهبة الوتيدة في البدايات لا ينفعان للاستمرار دون بذل الجهد
حقيقة 7
اكبر هجصة كاذبة هي ان المواهب الحالية نصف مواهب وان من هب ودب يقوم بالنشر
انصاف المواهب جزء لا يتجزء من الكيان الادبي, ليس ذنبهم ان الفرز النقدي اما مغمور او محبوس في قواقع عفا عنها الزمن او يتجاهله الاعلام أو يحبس نفسه في سجن الرعب من (التقييم الذي لا يتناسب مع النظريات الادبية الحديثة(
بدون انصاف المواهب لن تعرف المواهب بدون مائة كاتب يجتهدون للوصول لنص مقبول لن تعثر على الواحد في المائة الذي يبدع نصا مبهرا
هم جسد الهرم وليس ذنبهم ان الهرم مقلوب فلا يعرف قمته من سفحه
حقيقة 8
النقد الانطباعي سيء السمعة هو الاكثر فائدة للكاتب المبتدئ والقارئ المتحير! غيابه دفع الكتاب لقبول اراء بعضهم بعضا مفرزين نقادا غير متخصصين من بينهم
ففي النهاية كلمة احسنت او اسات اكثر ارشادا من البنيوية والدلالات السيمائية. كلمة اشتري هذا الكتاب او لم يعجبني المستوى اكثر تسويقية من: الدلالات الزمنية التي صاغها الكاتب ببراعة وسط شخصيات متلاطمة في صراع الانا العليا



الثلاثاء، 5 فبراير 2013

حقائق ادبية سخيفة (1/4)


حقيقة رقم 1
الكتاب المجاني او الرخيص لا يوزع, لا يغرنك تكالب القراء على الكتب المضروبة والنسخ الممسوحة بي دي اف فهم يتكالبون على كتب الاسماء المشهورة والاعمال التي حققت مبيعات كبيرة
من يشتري الكتاب الغالي هو من يخاطر بالشراء للكاتب الجديد (ما لم يكن هو نفسه كاتبا!) اما القارئ الباحث عن التوفير فمازال في خياراته تابعا لخيارات القارئ الاغنى!

حتى حين قمت بنشر ترجمة لنفس الكتاب لكني اتحتها مجانية على الانترنت كان تحميلها اقل بمراحل من النسخة الممسوحة المرفوعة للكتاب الورقي الغالي!!!!!




حقيقة رقم 2
مشكلة النشر في مصر معقدة للغاية سواء من صعوبات خارقة في التوزيع والطباعة والدعاية والتعريف النقدي الخ واقصى ما يستطيعه اغلب الشباب هو صنع شبكة علاقات عامة هي في نهايتها دائرة مغلقة لكن اوسع قليلا
فاصل ولب المشكلة هو محدودية عدد القراء وبالذات الراغبين في القراءة لاسم لم يعرفوه من قبل


فقط حين نكسر هذه الدارة قد يحدث تغيير
ولكن المشكلة الاصعب ان الاجيال الجديدة اكثر اعتمادا على القراءة الالكترونية بينما عالم النشر متخلف في هذه الفكرة بقرون وهو ما سيحدث فجوة ستزداد مرارتها وقسوتها على الكتاب الجدد الفترة القادمة
اتمنى الا يحدث هذا لان هذا الجيل بالفعل موهوب ويحمل رسالة قوية ودفع تضحيات لم يسبق لاي جيل ادبي في مصر ان دفعها منذ ثورة 19


حقيقة3
عالم النشر مليء بالنصب والمخادعة والمقالب والمصالح والمجاملات الفجة والوعود الخاطئة والسرقات الادبية وتضييع الحقوق 
عليك ان تتقبل هذا في صمت وتشربه مرا كمرارة السم تتجرعه جرعة صغيرة كدواء
لو لم تكن مستعدا للتضحية المريرة وان تنزل باحلامك لادنى المستويات فلا تفكر في النشر الورقي
ليس الجميع هكذا لكنك ستلدغ لا محالة
no expectation =no disappointments
باختصار وكما قال د بيكر: لا توقعات لا احباطات

حقيقة 4

البعض ينظر لفكرة النشر الجماعي على انها كذبة متبادلة, ناشر ياخذ تشغيلة من الكتب كما السمسار يطبعها, ويسلمها لمن كلفوها كما هي زاعما لهم انه قد صدر لهم كتابا لم تشم رائحته مكتبة
بينما ياخذ المشاركون تلك المجلدات الانيقة يوزعونها على الاصحاب يزعمون لهم انهم اصبحوا مؤلفين "نشر" لهم كتاب
صدمة هؤلاء كبيرة حين ياتي كتاب يبحثون عن توزيع حقيقي لقراء من خارج دائرة المعارف حتى لو من دائرة معارف المعارف
وهي صدمة تحمل الكثير من الشفقة وليس الجشع فقط