الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

حين ينجح الفأر في المصيدة

إدراجان في يوم واحد! لابد أن الأمير ملحوس سينفجر من كثرة الفرحة ويتوهم أنني بدأت أهتم به حقا

على اي حال السبب هو حدثان في يوم واحد
لم ابتلع بعد طعم المفاجاة بقبول حكايات ست أبوها
الا ووجدت ان اخيرا ظهرت النتائج الاولية لمسابقة قصص الخيال العلمي القصيرة
وضمن دستة من الاعمال التي ستدخل النهائيات
وجدت قصتي لنفسها (زخنوقا) تنحشر فيه بينهم
هل اتوقع ان اكسب؟
هممم
في المسابقات عندي نظرية: مسالة المكسب هي أشياء تحدث للآخرين فقط!!!!!!!!

على اي حال قصتي فأر في المصيدة تجاوزت التصفية الأولى, هذا يعني أنه (ربما من يدري) أكون تجاوزت مرحلة الكاتب السيء

ها هي القصة ضمن القصص الاثنى عشر
http://www.sanadrashed.com/storyc29.htm


ولو أن التنسيق ملخبط وكل فقرة بها كلمة انجليزي تحتاج لأعادة هيكلة, لكن مازالت القصة مفهومة لحسن الحظ

بقية القصص من هنا, وبها أعمال متميزة لكتاب أفضل مني تستطيعون أن تغيروا الطعم بهم بعد قراءة فأري
http://www.sanadrashed.com/ms44.htm

وكفاية كده عليكم النهاردة لحسن تطمعوا فينا ولي عهد طظستان

حكايات ست أبوها (قصة قصيرة)

محاولة ويا للعجب ناجحة للنشر على بص وطل (من أصل 3محاولات احداهم لم تظهر بعد)
لم أكن أعرف موقع بص وطل هذا
حتى وجدت الناس تحتفي بالنشر فيه في منتدى دار ليلى العزيز على قلبي
بصراحة لم أقتنع به! أحسست أن الامر مبالغ فيه وأنه شوية هيصة والسلام
ولم احاول ارسال اي قصة من قصصي عليه (عموما مستواي في القصة القصيرة ليس بارعا)
لكن مع مرور الوقت وجدت أن القصص تعرض على استاذ متخصص في النقد, (د/سيد البحراوي) ووجدت تعليقاته على قصص الاعضاء مفيدة حقا
خاصة لما يتم رفضه!
اعتراف صغير: اقضي وقتا اطول في قراءة الاعمال المرفوضة واسباب رفضها اكثر من القصص المقبولة!
لذا قلت لنفسي لم لا؟ لأرسل قصة أو اثنين مما سبق وكتبته منذ زمن
إذا كان ابن أختي ذو ال11 عاما ارسل لهم ونشرت له قصة (جميلة بالمناسبة)
ارسلت أولا قصة نؤيد ونبايع التي لاقت ترحيبا لا بأس به من الاصدقاء الاعزاء
لكنها رفضت, لم اهتم كثيرا على أي حال انتقادات الرجل مصيبة

ثم حدث مشروع نشر كتاب قصص الرعب الجماعي (من يتابعون دار ليلى يعرفونه أم الآخرين فلا أظنهم مهتمين به)
على اي حال قدمت فيه قصة تعجبني اسمها بخ (غير فيما بعد بناءا على نصيحة عبد العزيز أبو الميراث الكاتب المغربي الجميل اللذيذ الى حكايات ست أبوها)
وا احم... دون مراعاة للوسطة ولأنني في لجنة قبول الاعمال وكلهم اصحابي الخ الخ (بصراحة كنت مخبي اسمي!)
اترفضت رفضت مروعا (مع شوية تهزيء) من اثنين احترمهما بشدة, عمرو عز الدين وأحمد رشاد
بينما قبلت بشدة من عبد العزيز أبو الميراث لكن رأي الأغلبية أرجح (خصوصا ان ذوقي متشابه لحد كبير مع عبد العزيز أبو الميراث, لو أردت أن آخذ رأيا مخالفا في أعمالي فمن الأفضل ألا أنظر في المرآه أقصد في راي ابو الميراث! توافق عقلي يدهشني احيانا رغم اختلاف الحياة والبلاد والمكان وحتى الخلفية العلمية والاصول العرقية الخ الخ! لكنها الثقافة العربية الاسلامية الواحدة)
على اي حال أخذت القصة المرفوضة وأدرت رأسي في حيرة بين الأراء المحيطة بها ثم قلت لأضعها في بص وطل وأرى رأيا متخصصا
صحيح أن الأراء هناك تتأخر بالشهور
لكن ليس ورائي الديوان بالتأكيد! المطبعة لا تقف على رجل منتظرة أعمالي حتما

المفاجأة السعيدة أنها نشرت


مع تعليق من دكتور سيد البحراوي’ حسنا هي ليست رائعة كما أظن لكنها ليست انت بتهزر كما قال صديق عزيز على قلبي


قصة جيدة تمزج الواقع بالخيال واليومي بالوهمي والقصة بالحكاية الشعبية، وتصل في النهاية إلى أسطورة الشخصية (شخصية الجارة وصاحب البيت) لتكشف جانباً مختفياً أو غير معلن عنه في حياتنا (الحديثة).
كذلك الاعتماد على الحوار الداخلي المعلن الذي يقطع الحوار المباشر مع "رانيا"، يخلق حالة من التوتر الذي يشد القارئ حتى يصل إلى النهاية الفاجعة.

الكاتب -كعادته- يمتلك ناصية القص ويجيد التسلسل واستخدام اللغة فيما عدا بعض الأخطاء اللغوية والطباعية. شيء وحيد لم أستطع فهمه: هل كان لمدام عطفية أولاد غير الثلاثة المذكورين في بداية القصة؟

د. سيد البحراوي
أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة





ووضعوا لها صورة جميلة حقا ومعبرة

على اي حال ها هي القصة


حكايات ست

محمد الدواخلي

ابتسمت لمدام رانيا وزوجها أشرف وهما يزوراننا لأول مرة في بيتنا الجديد أقابلهما بعيني بينما اذني تتسلل بعيدة عنمها تخترق الجدار إلى الحجرة المجاورة حيث يجتمع أطفالنا معا. كانوا قد بدءوا لعبة طريفة كل واحد فيهم يحكي حكاية واستيقظت الطفلة الصغيرة النائمة في أعماقي تنصت للحواديت واولئك الصغار يتحدثون بحماس وفخر عن الجنيات والعفاريت والاميرات.

نزعتني رانيا من افكاري ومن الفارس الأبيض اثناء معركته الفاصلة مع التنين وقالت "ولا ايه رايك يا اختي يا شوشو؟ مش برضه محلات نص ستاوز دي نصابة واوكازيونها اي كلام؟" اضطررت لان انخرط معها في هذا الحديث التافه مضحية بمعرفة مصير التنين وعلى اي حال فحتما رانيا هي من قصت القصة على ابنتها واستطيع سؤالها عنها لو احتفظت بمزاجها رائقا. ثم دخل الزوجين لحسن الحظ في السياسة البلهاء! "قال يعني مناقشتهم هتغير مصير الشرق الأوسط!". الآن حان دور يوسف ابني وحتما سيقص عليهم حدوتة الديك الفصيح و... لكن يوسف قال بفخر "سمعت حدوتة من ست ابوها الشغالة بتاعة الجيران الجدد، بس عاوزة شجاعة رهيبة عشان تكملوها". الطريقة المثالية لجمع المستمعين يا ابني العزيز، أمامك مستقبل مبهر! لكن الم تجد الا قصة خادمة جيراننا؟ لم تجد إلا ست أبوها!

لم أكن رأيت تلك الخادمة من قبل لكني لمحت أبناء جارتي الثلاثة يلهون مع يوسف وشيماء وصراحة لم أرتح لوالدتهم مدام عطفية مرتدية السواد والمكتئبة دائما بلسانها السليط الذي يهين صبي الكواء دوما ولا لأبناءها الذين يصمتون في وجودي بغتة ما أن أخطو في المنزل كأنهم رأوا شبحا. بدء يوسف يحكي وأنا انصت "كان يا مكان يا سعد يا اكرام كان فيه زمان زمان وما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام". البدايات المعتادة التي اشتاقت اذني لسماعها طويلا، ترى اين حكاياتك الآن يا جدتي يا............. لحظة ما هذا!" وكان الغول داهية ده لما ام تغضب على ابنها وتقول له جتك داهية تاخدك يروح بليل وياخد الولد ويقطع رجليه يسيبها للام وياخد بقية الجسم عنده الكهف! يقوم ناتف شعره شعراية شعراية وبعدين سالخ ودانه وبعدين قاطع مناخيره وبعدين ايه..." أي حكاية ملهونة تلك! أكملت شيماء ويا للمصيبة بحماس "ايوة ايوة..... يخزق عنيه ويمص في دمه لحد ما يغمى عليه!" اكان الفتى واعيا أثناء كل ما فات! أكمل يوسف "وبعدها يمسك الغول بفم العيل ويفسخه نصين يكسر راسه عشان يلحس مخه وبعدها يرميه للديابه تاكله!" ما هذا الذي يحكونه، لو تتركني رانيا دقيقة واحدة، حاضر يا رانيا، افضل سينما في المنطقة هي...............

أخيرا استعدت انتباهي ويوسف يكمل "وراح داهية واخد ولي العهد ونتف شعره ازاي؟" ردد الاطفال "شعراية شعراية!" اكمل يوسف مصيببته او حكايته "ولما اكتشفت المربية وام ولي العهد بالرضاعة المصيبة عملت ايه؟ راحت تلف في البلد لقت عيل مصاب بمرض الفسافيس اللي بيتصاب بيه تطلع له فسافيس في وشه تشوه وتخليه وحش خااااالص وده مرض معدي جدا وبيموت العيال على طول وبيجي للي مابيسمعوش الكلام."

على الاقل هناك مغزى اخلاقي مفيد في مرض الفسافيس هذا! واكمل يوسف: "راحت المربية خطفت العيل وراحت قالت للملك ان ابنه جاله مرض الفسافيس فحكم عليها تتحبس معاه في الاوضة لحد ما يخف عشان ماحدش غيره يدخل عليه ويتعدي، راحت المربية ماتت بالفسافيس والولد خف بس بقى أخرس ووشه اتشوه خالص بقى كل جلده مسلوخ وفيه بقع زرقاء! حاول يفهمهم انه مش ولي العهد وانه عاوز يبرجع لمامته فقالوا ده الفسافيس جننت الواد وعيب الملك يكون عنده ولد مجنون. راح الملك خد الواد ورماه في بير غوييييييييط في القصر وراح عزم الوزير على أكل مسموم هو وعيلته موتهم كلهم الا عيل صغير خده يربيه عشان يبقى ولي العهد قدام الناس. والولد الاخرس ابو وش مسلوخ عاش في قعر البير يشرب من ميته وياكل الفيران والتعابين والصراصير اللي تقع فيه". ما هذا القرف يا يوسف! وصلت للصراصير يا مفتري! انتزعتني رانيا من جو المجاري هذا بسؤالها عن حقيبتي الجديدة وعندما عدت بها كانت القصة الآن "وشوطة يبقى العفريت اللي لما الام تقول لابنها جتك شوطة تاخدك يجي بالليل ويحرقه لها ولما ولي العهد اللي هو ابن الوزير راح يحارب شوطة طلع له ابو رجل مسلوخة اللي هو ولي العهد اللي هو اصلا العيل بتاع الفسفايس". وبنصف اذن اخذت استمع لهذا الصراع الدموي الشنيع بين ابو رجل مسلوخة وداهية وشوطة والملك المفتري بابتنه الاكثر افتراءا بينما أسئلة رانيا الغافلة عما يبثه أبنائي في آذان أبناءها تشلني عن الحركة.

"وبعدين لما مسك يلحس الدم اللي بيطلع من عينه المفقوعـ......". وانقطعت حبال الصبر! لم احتمل واندفعت كالثور الهائج تاركة الضيوف لأضرب ابنائي أمام أبنائهم! صحيح ان القصة مشوقة لكن من الواضح ان ست ابوها تبث فيها عقدا نفسية وتنتقم بها من ابناء تلك السيدة المتغطرسة عطفية. وفي اليوم التالي تربصت على السلم لانتظر صعود مدام عطفية التي ترجع مساء كل خميس من زيارة المقابر مع ابن عمها صاحب المنزل بادرتها فورا "مدام عطفية، احنا جيران وكل حاجة وصحيح احنا لسه جداد في العمارة بس لازم احذرك من الخدامة بتاعتك". نظرت لي بغير فهم وقالت: "افندم؟" قلت بحدة: "دي مش حكايات تتحكي لأطفال يا هانم، يعني ايه أولادك يربوا لأولادي الكوابيس عن الداهية اللي اخدتهم ونتفت مناخيرهم وقطعت ودانهم، ده مش اسلوب حضا..........". هوت صفعتها الحامية على وجهي لتصيبني بشلل الصدمة والأدهى انها غادرتني منهارة في البكاء! نظر لي صاحب المنزل بصرامة وقال "ما هذا الكلام الفارغ، كنت اظنكم ناس محترمين عندما سمحت لكم باستئجار شقة هنا!" "طبعا محترمين يا :: يا ......... قال بصرامة: "سأتجاوز عن اهانتك يا مدام بسبب الصفعة التي تستحقينها، لكن اهانتك لبنت عمي واولادها لا تغتفر". قلت "اولادها الشياطين المخربين الذين يسمعون حكايات ست ابوها؟!" قال بصرامة: "حرام عليك وحسابك عند ربنا انك بتهيني اطفال مالهمش ذنب. حكاية ست ابوها الملعونة عدى عليها 5 سنين، وهي حرقت نفسها وحرقت أولاد مدام عطفية معاها واللي راح راح، تيجي ليه تعذبيها بيه وانت ماكنتييش اصلا موجودة ايامها؟"