الأحد، 29 يونيو 2014

قراءة في رواية:سراي نامة الغازي والدرويش

"ويتصور انه بكلمة منه تتغير الامور وتمحى احزاب ومصالح متجذرة من عشرات السنين!"
سراي نامه؛ الغازي والدرويش

مقدمه عامة:
واحدة من أهم أعمال الشباب التي صدرت في الصحوة الادبية الأخيرة
سراي نامة: اول رواية (منشورة) للكاتب الشاب محمد عبد القهار
وهي رواية تاريخية تتناول حقبة مفصلية في تاريخنا. حقبة مجهولة او بالأحرى مجهلة في تاريخنا. فالتاريخ المصري لا يقتصر على ما حدث في ارض مصر بل على ما اثر في هذا البلد حين كانت جزءا من دولة أكبر كالرومان والعثمانيين وما بينهما.
العمل اعتبره إضافة متميزة للكتابات الشابة الخارجة عن مألوف التحريض النقدي المعتاد.
لزمن طويل اهتم المسيطرون على الساحة الإعلامية فقط بما يكسر تابوهات المجتمع ومقدساته حتى لو كان ضعيف أدبيا بينما يهمل من يحاول إضاءة مجال مظلم أو منطقة مجهولة أو ضعيفة في الأدب العربي حتى لو بلغ أقصى درجات الإبداع. خصوصا لو التزم الكلاسيكية في الكتابة أو كانت أفكاره واتجاهاته بعيدة عن (تابو) كسر التابوهات الذي قدسه البعض حتى عرفوا الابداع بانه خروج عن المألوف وحصروا في الضيق حرية الابداع بأغلال ضرورة المخالفة!

في السنوات الأخيرة ظهر جيل مختلف من الكتاب, جيل يبدو أنه يحمل بذور مشاريع أدبية كبرى لا تقتصر على الكاتب الفرد بل تمتد للنهضة بألوان مختلفة في الأدب العربي بصورة جماعية, وهو جيل صقل وتعارف على أفراده وتبادلوا خبراتهم عبر الانترنت ومنحته الثورة مؤخرا دفعة قوية قد لا ترتد حتى مع ارتداد الثورة.

محمد عبد القهار الذي كان يسمي نفسه على صفحات المنتديات بفارس زين احد هؤلاء الكتاب الذين تعرفت عليهم منذ سنوات. ومن بداياته كان شديد التحمس, غزير الأفكار لديه روح متمردة راغبة في كسر قيود الوهم التي نحيط أنفسنا بها سواء في الانترنت أو الحياة. واعترف أنني فوجئت بعد فترة توقف طويلة عن متابعته برائعته المنشورة سراي نامة ومستواها وموضوعها.

الرواية تتميز بالالتزام التاريخي, حيث يقوم المؤلف بالالتزام بنص أو أحد وجهات نظر التاريخ بالنسبة للأحداث ونظام الدولة وأسماء ومصارع الشخصيات إلخ, فلا يغير في الإحداث التاريخية كثيرا. وهو أمر مجهد لكاتب كونه يحتاج لبحث معمق ودقيق في الخلفيات والمراجع التاريخية

العمل يسجل تلك الفترة المفصلية في الدولة العثمانية بين تولي السلطان مصطفى الأول ولايته الأولى وصولا لبداية تولي السلطان مراد الرابع مرورا بحكم السلطان الثائر عثمان الثاني والولاية الثانية لمصطفى الأول وأحداث الفتنة والمأساة العثمانية الكبرى التي جرت في 1622


كخلفية تاريخية لفهم العمل, هناك ثلاثة نقاط هامة:

اولا فالدولة العثمانية مثلها مثل كل الدول التي استمرت لفترات طويلة مرت بمراحل قوة وجمود وضعف متبادلة.وكاغلب الدول العظمى في مراحل وهنها وجدت محاولات من قادتها لانقاذها وفي حالتنا هذه كانت محاولات متكررة من سلاطين مغلوبين على امرهم وصلت ذروتها في صدام هائل ودموي أطاح بقادة الإصلاح لكنه مهد للنهضة المؤقتة التي قادها مراد الرابع عقب تخلصه من وصاية والدته ليعيد تاسيس الدولة في صدام دموي آخر جدد شبابها لبضعة عقود
ثانيا فهم النظام العسكري السائد في العصر: فالدول المدنية لجأت لخلق طبقة من محترفي القتال إما في صورة طبقة اجتماعية تمنح امتيازات اقتصادية وسياسية واجتماعية مقابل التفرغ لمهنة الحرب والولاء للملك وهو ما خلق طبقة النبلاء في اوروبا, او بتخصيص جماعة مستعبدة مخصصة للقتال وهو نظام المماليك الذي انتشر في الشرق او الجمع بين الاثنين حيث السباهية الاقرب للنبلاء والانكشارية الاقرب للعبيد كانا الجزئين الاقوى والاكثر انتظاما في الجيش العثماني.

البديل الذي كان يعتمد على انشاء جيش من المواطنين المتطوعين (النظام الذي طوره الرومان لاعلى درجاته) كان يسبب تكلفة اقتصادية ضخمة (باستهلاك الأيدي العاملة) مع ضعف كفاءته (قبل تطور الأسلحة النارية) أمام القبائل البدوية (كالهون والعرب والمغول) المكونة من شعوب محاربة.
بعد تطور الأسلحة النارية انقلبت الآية وأصبحت تلك القوات الغير نظامية عبئا يتضخم بينما تقل كفاءتها وقدرتها في مواجهة الجيوش النظامية التي اعاد ابتكارها فريدريك الاكبر قيصر بروسيا

النقطة الثالثة هي الأثر السياسي لهذا  التكوين الطبقي (الاضطراري) للقوة العسكرية الدائمة للدولة العثمانية حيث خلق أحزاب ومراكز قوى أشبه بالدولة داخل الدولة تسيطر على السياسة الداخلية وتشلها مع دخول الدولة في حالة أشبه بالابتزاز حيث مع زيادة قوة أعداءها تزداد حاجتها لتلك الأحزاب الانكشارية والسباهية التي يتضاعف تكالبها على موارد الدولة في نفس الوقت تقل كفاءتهم وقدرتهم على مواجهة الخصوم يوما بعد يوم بما يضعف الدولة ككل ويزيد حاجتها لهم وتدخلهم في شئونها وهكذا دواليك.
 دائرة جهنمية التهمت أغلب دول الحرس القديم بين القرنين السابع عشر والثامن عشر ولم تكسر الا بمذابح مروعة لهذا الحرس كما فعل بيتر الاكبر بالسترلتسي الروسي وحاول عثمان الثاني فعله في 1622 وفشل مجمدا نظام الدولة العثمانية حتى فعلها متأخرا جدا بقرنين محمود الثاني في الموقعة الخيرية.

ملحوظة رابعة: سنة قتل السلطان لأفراد عائلته الذين قد ينافسونه في الحكم ليست فريدة في الدولة العثمانية, فقد تكررت قبلها في الدولة الفارسية وبعدها في دول اوروبا, ولعل المذابح التي ارتكبها كلا من هنري تيودور وخليفته هنري الثامن في انجلترا لتثبيت الحكم عقب حروب الوردتين الطويلة تعد نموذجا مقاربا لما فعله السلاطين العثمانيين الذين كانوا يتمثلون تاريخا طويلا من تمردات الأشقاء والأبناء مزق الدولة أكثر من مرة وحين خرق السلطان أحمد جزئيا هذا التقليد فتح معه الباب لتولية سلاطين عاجزين يمثلون ألعوبة في أيدي وزرائهم.

نعود إلى الرواية:
البطل الرئيسي في هذه الرواية هو مجتمع القصر. تلك النظم التي تصهر وتكبل بسياساتها كل من يدخلها ما لم ينفى بعيدا. فقط مراد الرابع الذي عزلته أمه بعيدا ويحيى أفندي الذي نفي للأناضول نجيا من تأثير هذا الغول المسمى قصرا فنجحا فيما فشل (وإن مهدوا لهما) فيه من حاولوا التغيير من قلب القصر.

مختلف الشخصيات الثرية في الرواية, كداوود باشا وعلي باشا الانكشاريين, كوسم الجارية السلطانة, السلطان الفتى عثمان الثاني, الخصي الذي أصبح حاجب الحرملك. التهمهم القصر وسياسته ونظمه, مهما اختلفت مشاربهم واهدافهم وخلفياتهم. وفي النهاية انتصر النظام ضد من حاولوا التغيير حتى لو كانوا رؤوسه. لكن لأن الزمن لا يعود للوراء, فتلك الضربة الخافتة التي بدأها السلطان أحمد بحفظ حياة شقيقه وما تبعها من كسر لنظم القصر لم يلبث إلا وأن غير مجرى الأحداث للأبد.

يبدأ العمل بالصراع النفسي القاسي داخل السلطان أحمد المحتضر. لقد ورث تقليدا طويلا من ذبح الأخوة والأقارب الذين يخشى منافستهم على العرش. حجة درء الفتنة التي استندت لنص مبهم في قانون نامة المنسوب للفاتح, ربما لا يعني أكثر من وضع عقوبة الاعدام على من يتمرد من ابناء عثمان وتحول في عهد السلاطين الكسالى الذين قعدوا عن قيادة الجيوش وتركوا التكتلات السياسية تتضخم في الدولة إلى سنة متبعة بقتل الأبرياء درءا لأي تمرد يحدث منهم او يستغلهم لصالح كتل الأحزاب المتصارعة.

ورث السلطان عرشه خالصا بعدما قتل أبوه كل أقاربه, ولم يبق سوى شقيق ضعيف العقل أشفق عليه. هذا الشقيق المسكين حبس كرها في قفص مزين بدلا من قتله لكن لحظة الاحتضار قد اقتربت فهل يقتل شقيقه الذي استمرأ الحبس حتى حوله لصومعة تعزله عن عالم القصر المريب؟ السلطان المكبل بنظام القصر او سراي نامة وحسابات مؤامرات الحريم وانتهازية أغوات الانكشارية هل يأمن على أبنائه من غدر شقيقه أو بالأحرى غدر لاعبي السياسة في القصر ؟
أما الانسان أحمد فيشفق على أخ لم ير منه شرا, وعلى نفس محتضرة في نهاية الحياة وليست في بداية الحكم لم تعد ترغب في الدنيا بل تخشى الآخرة.

وفي صورة نفسية بديعة يسجل المؤلف هذا الصراع بين الفطرة وما تمليه على أحكام النفس السوية والسياسة وما تمليه على أحكام السلاطين في صورة أحلام غريبة ينهزم فيها الأنبياء أمام المشركين أو بالأحرى مدعي خلافة الأنبياء الذين لم يخلصوا النية لوجه الله.

كان هذا الافتتاح هو مجرد ضربة البداية, فبغض النظر عن الصراع السياسي الذي سجلته كتب التاريخ ونسجه المؤلف بإحكام, فالرواية تمضي في مستويات متعددة من الصراعات السياسية والاجتماعية والنفسية. الصراع الأبدي بين الصوفية والسلفية, , السنة والشيعة, بين العسكر والمدنيين, بين رجل الدين المجاهر بالحق ورجل الدين الباحث عن أفضل حل ممكن, بين رغبات الإصلاح ذات النزعة الانتقامية والتوسعية وهو ما تجسد في صورة الغازي ورغبات الاصلاح التي هدفها شئون الدولة واعلاء مبادئها وبينهما وبين الحرس القديم المتكالب على المغانم الآنية وبين الثلاثة وذاك المعسكر الذي انكمش على نفسه زاهدا في الدولة بأسرها مبقيا آخرته متوهما أن هذا الانحسار سيتركه آمنا من الطوفان وهو ما جسده الدرويش

"ويل لأمة ترقص بينما تؤكل "

ومرة أخرى سجل المؤلف مقارنة بديعة بين حال الصوفية التي حين ارتبطت ببدايات الجيش العثماني كانت وسيلة حض وإعداد للجهاد, عبر الزهد في الدنيا والتحريض على الشهادة وجمع الجنود في روابط قوية وتحولت في عصر الضعف إلى ملجأ الكسالى بحجة الزهد وتكايا للطامعين بحجة العطاء ومنفى للمغلوبين يكتفون فيه بمشاهدة القصر يتضخم على حساب الثكنة والصومعة. وهذا نموذج واحد للمجتمع حين يقلب الفساد وسائله وأعرافه  من درجات للعلو إلى أغلال من ذل!

وبقلم رشيق ينتقل المؤلف بتقنية الفلاش باك بين ماضي الدولة العثمانية حين كان الغازي درويشا وحاضر حقبة صراع الغازي والدرويش مسجلا نقاطا مضيئة يتناقلها دون فهم سلاطين بني عثمان حتى أنهم يسعوا لتقليدها أحيانا دون أن يدركوا الفارق الهائل بينها, وكيف كان سليمان غير الفاتح غير عثمان.
يتولى مصطفى الأول الدرويش الزاهد الذي تحتار أعقله أدنى أم أرقى من عقولنا سلطنة ليس أهلا لها, وتفتح شفقة سلفه أحمد الباب لتلاعب أحزاب القصر بورثة عثمان بعدما أصبحوا لأول مرة منذ عهد بعيد ستة!

تتكالب أحزاب وتتفكك تحالفات وتتغير الموازين ليعود الدرويش لصومعته التي أكره عليها ثم اختارها. يصعد الغازي الصغير مثبتا كفاءة أعلى مما توهم من ظنوا أنفسهم صانعوه ومحركوه. ولكن عثمان الثاني يواجه إرثا أضخم منه, دون أن يستند لقوة حقيقية تحمي ظهره.

 شقيقه محمد الذي يتنقل بين الصوفية حينا والسلفية حينا ومحاولات النهضة العلمية حينا يبدو كالمتفرج لكنه من داخله ضحية أخرى لغول القصر قد التهمته نظمه وسياساته تغرس أنيابها في قلبه عبر الطموح والغيرة والغرور. يباهي بتكرار كلمات شيوخه ويستعد للقفز على أخيه حين تحين الفرصة ليسقط قتيلا بيد شقيقه بينما كلا منهما السند الوحيد الحقيقي للآخر في عالم القصر الجهنمي.
بعد مغامرات عسكرية متوسطة النجاح, وتحت تأثير أستاذه مع ما تكرر من عدم التزام الانكشارية يحاول عثمان الثاني انشاء جيشه الخاص لقمع الانكشارية, وحيدا بغير حليف في القصر عقب أن أحيا سنة قتل الأشقاء, ومحاطا بأعداء لا يستهان بهم ومعمي بثقة مفرطة ضاعفها حداثة سنه ومحاولا أن يكسر بعض أقوى نظم القصر فينكسر هو ويصبح مقتله سابقة أخرى وكسرا لأحد النظم لأجل الحفاظ على النظام ككل!

 ويعود الدرويش مكرها لسدة الحكم, يخرج بمقدار محدود للانتقام لقاتلي ابن أخيه في مشهد بديع.

ثم يضج الناس من ضعفه فتعاد التحالفات لتتشكل من جديد ويقفز مراد الرابع ابن كوسم زعيمة متآمري الحريم على العرش ألعوبة (مؤقتا) في يد أمه والانكشارية

بقي أن نعرف (خارج الرواية) أن مراد الرابع حين ازاح أمه من الوصاية وذبح من متمردي الانكشارية وقادتهم 20الفا! لم يكرر (خطأ) والده بترك أكثر من وريث لبني عثمان على قيد الحياة يتلاعب به الأحزاب. فأمعن في القتل لأقاربه حتى أنه حين مات بغير وريث لم يتبق من كل آل عثمان سوى ذكر واحد هو أخوه الغير شقيق ابراهيم الذي كان بالفعل ينتظر الذبح حين فوجئء بتوليه السلطنه!

ملاحظات فنية:
الشخصيات: الشخصية /المكان الذي هو مجتمع القصر يبدو في خلفية الإحداث بتأثيره على شخصيات كل من يتلوث به. ومع كثرة النبذات التاريخية واستعادة خيالات المواقف التاريخية في أذهان السلاطين لأسلافهم ظهرت تغيرات هذه الشخصية المكانية وتطورها من بدايات المجد الأولي لغزاة أبطال زاهدون في الدنيا وصولا لوهن القصور الممتلئة بالبيروقراطية والفساد والمؤامرات. ولعل إحدى اللقطات البارعة حينما يحاول السلطان عثمان حفظ ألقاب خدمه الكثر الذين لا فائدة منهم سوى خلق مناصب وألقاب لحاشية جشعة متضخمة لم تلبث أن التهمت السلطان نفسه!
برغم أن السلطان الدرويش مصطفى حظي باهتمام كبير في الرواية لكن بدت شخصيته احادية الجانب في اغلب الاحيان, باستثناء تلك الحيرة التي تنتاب القارئ أهو ذو عقل أدنى ببساطة نقية أم أرقى بصوفية مذهولة.

في المقابل حظيت جوانب شخصية داوود باشا التي تبدو أحادية في كتب التاريخ بثراء أدبي يلفت انتباه القارئ, حيث ابرز الكاتب جوانب ضعفه وحبه وخوفه وغدره ولا انتمائه الذي كان يؤرقه أحيانا ويطمئنه أحيانا.

برغم ضخامة أثر متآمري الحريم خاصة كوسم في العمل, حتى أن الأخيرة تبدو كمن يمسك بكل الخيوط ويوجه الحبكة الكلية لمصلحته لكن ذكرها شخصيا لم يكن موسعا, وغلب عليه الجانب التقريري لوصفها ودورها حيث يخبرك المؤلف بجوانب الشخصية بدلا من ان يترك القارئ يدرسها ويلحظها بنفسه, وربما يبدو هذا جائزا (وأحيانا واجبا) في شخصيات ثانوية لكن في شخصية بهذه الأهمية لم يكن موفقا. وإن نجح المؤلف في بناء هالة هيبة جيدة حولها عبر كلام داوود لكنها هدمت مع الوقت حين تحدثت هي نفسها!

استخدم المؤلف في السرد مزيج بين ضمير المتكلم والراوي العليم, وبعض نقلاته بينهما كانت غير موفقة خصوصا في فقرات الفلاش باك حيث يربك القارئ ويجعله يفقد التواصل بين الاحداث

كذلك استخدم المؤلف تقنية التقطيع التي أصبحت شائعة في الرواية, حيث ينتقل بين مقاطعها كما ينتقل السيناريو بين المشاهد. وبرغم أن هذا أثر على سلاسة الحكي في رواية بها حبكة سياسية ضخمة لكنه ابرز جوانب وصراعات داخلية ركز عليها الكاتب واعتبرها (في ظني) أكثر أهمية من حبكة المؤامرة

لغة الكاتب سلسة وراقية. بدايته بأحلام الحمى وبعضها صادم كان بداية موفقة لجذب القارئ لكن الأحداث التالية بدت متوقعة بما أضعف هذا الجذب. ربما اضطرارا لكثرة التعريفات التاريخية التي يحتاج القارئ  لها لفهم جو الرواية. لكن أظن أن الأفضل كان جمع جزء كبير منها في مقدمة أو ملحق تاريخي للرواية بدلا من الاستطراد المستمر.

الكاتب مشكورا لا يلجأ لفذلكة الترميز! ما يريد قوله ببساطة يقوله عبر ألسنة شخصياته. هناك فذلكة أصبحت منتشرة تخلط بين الغموض والعمق وتعتبر أن وضوح أو مباشرة الفكرة يتناقض مع عمق الرواية فيكون الملجأ لعملية تشفير سمجة بلا مبرر تمثل عبئا على العمل الأدبي.

ختاما فالرواية في ظني علامة متميزة للكاتب ولكتابات الشباب في مجال الرواية التاريخية