الجمعة، 20 يناير 2017

كيف تنقد الفانتازيا: التقنيات الفانتازية 2

 وابدأ بالاعتذار لكم عن التأخير في نشر الجزء الثاني لسلسلة كيف تنقد الفانتازيا بإذن الله احاول المتابعة بانتظام اكبر الفترة القادمة

تقنيات السرد الفانتازي- ج2

 تحدثنا في المرة السابقة عن مجموعة من التقنيات او الحيل الادبية المستخدمة بكثافة في الفانتازيا والخيال العلمي وذكرنا ثلاثة من اهمها: السفر عبر الزمن بأنواعه-عرقلة السحر-الابهار بالضخم والغيرب
 ونستانف في نفس الموضوع مع تقنيات جديدة ونبدأ بواحدة من اشهر وأهم التقنيات, بناء العوالم, ولن أتحدث عنها باستفاضة نظرا لأنها أكثر تقنية تمت الكتابة والترجمة عنها بالعربية وللزملاء الفانتازيون أحمد خشبة-حسام نادر-محمد ابو الهنا اسهامات متميزة جدا فيها فأكتفي بعرض سريع مع محاولة تناول مختلف لجوانبها

4. تقنية العوالم الوهمية: 

 هي التقنية الأكثر ألفة عند النقاد والكتاب, تحدث عنها أكثر من كاتب ولفتت الانتباه في عالمنا العربي مع نجاح ثلاثية سيد الخواتم التي تقدم نموذجا للعالم المنسي في التاريخ وهاري بوتر التي تقدم نموذج العالم الكامن وراء الجدران. وهي تقنية ضخمة جدا ربما تحتاج لكتاب خاص بها لدراستها الشاملة حتى أن هناك تصنيفا للفانتازيا مبني على استخدامها, فالفانتازيا التي تستعين ببناء عوالم افتراضية تسمى بالفانتازيا الأعلى (high fantasy) والتي لا تستخدمها بالفانتازيا الدنيا (low fantasy)ونكتفي هنا بنظرة سريعة ولكن ضرورية عليها وعلى بعض حيلها ونتائجها.
تقنية العالم الوهمي ليست قصرا على الفانتازيا, الخيال العلمي يستعين بها خصوصا في شكل (الكوكب الآخر) في الأدب الواقعي فالهروب لعالم خيالي عبر الأحلام ليس بالغريب, أما الحديث عن عالم الانترنت الافتراضي فإنه يتجاوز أحيانا حدود الأدب وصولا لأرض الواقع.
 أشكال هذه التقنية متعددة جدا, كما ذكرنا ففي أدب الخيال العلمي افتراض عالم مختلف ومنفصل عن عالمنا في كوكب آخر أو بعد/كون موازي. لسكانه قدرات ومخلوقات وحياة مختلفة عنا.

ا-الجانب الخفي من العالم

تولكين لجأ لتقنية العالم القديم المختفي حيث في الماضي عاش البشر جنبا إلى جنب مع الجن (ومفهوم الجن في الأدب الغربي مختلف تماما عنه في الأدب العربي) والأقزام وغيرها من المخلوقات (المادية) ذات القدرات الفائقة. لكن مع تطور الحضارة انفصل البشر واختفت هذه المخلوقات عن العيون. العالم الكامن وراء ما تراه العيون هو الملاحظ في هاري بوتر, حيث يعيش السحرة في عالم كامل بمخلوقاته وحيواناته ومبانيه وسط البشر لكن مختفون عنهم. الساحر يعيش ويرى ما يراه البشري العامي لكن العكس غير صحيح لأن عالم السحرة مختبئ.

2-العالم الموازي

 في المقابل هناك صورة العالم الموازي, عالم آخر يمضي مستقلا تماما عن عالمنا لكن توجد ثقوب توصل بين العالمين يمر منها الأبطال. أحيانا يكون هذا العالم يشغل نفس مساحة الأرض لكنها غير مرئية (كعوالم الجن عند العرب) أو مستقل تماما حتى في سريان الزمن كما هو الحال في مدونات نارنيا.
 الكواكب الأخرى والحضارات الفضائية ملحوظة في أدب الخيال العلمي وقليل من تطبيقات الفانتازيا. الانتقال بين الابعاد (أو العوالم الموزاية لعالمنا) له أشكال كثيرة من ضمنها الانتقال لعوالم الجن كنموذج فانتازي
 بالنسبة لمهتم بالفانتازيا المحلية تبدو عوالم الجن كنموذج قديم ومتميز في هذه التقنية. الاستخدام القديم لعوالم وهمية في الحكايات الشعبية كانت إما في صورة الجزيرة المنعزلة أو الكهف/النفق السري السحري أو عالم الجن الموازي لعالمنا بممالك وطرق ومدن مختلفة رغم أنها تشغل نفس حيز الفراغ لعالمنا البشري المادي
 هناك طبعا الحديث عن ما وراء العالم كما في كتاب العظمة وهو كتاب قديم يرجع للعصر الأموي يحاول فيه كاتبه افتراض ما وراء عالمنا وصولا للسماء السابعة ثم الكرسي والعرش المذكورين في التراث الديني. وهو يمر خلال ذلك بعوالم تخيلية ضخمة تحتوي عالمنا كجزء صغير منها.
 حديثا فاستخدام عالم الجن محدود, ربما في رواية حسن الجندي مخطوطة ابن اسحق نموذج تجديدي يحاول استخدام هذه المادة الثرية في أدب الرعب لكن على أي حال فالفانتازيا العربية مازالت طفلا صغيرا لم يعتد بعد الاعتماد على مكوناته التراثية.
في خلق العالم الوهمي أو الافتراضي تقابل المؤلف عدة مشاكل ومحاذير, المشكلة الأولى هو مخالفة المنطق الطبيعي للأمور: فرغم كون العالم الذي افترضه الكاتب متخيلا لكنه غير قادر بالطبع على خلق وتفصيل كل جزء فيه. ولو فعل فسيكون إغراقا قاتلا في تفاصيل غير هامة حيث أن الشكل والمكان في الأدب عموما سواء كان فانتازيا أو واقعيا هو مجرد وعاء للحدث والحوار وزيادة حجم الوعاء تخنق المضمون وتقتله. استعراض عضلات خيال المؤلف قد يسحق العمل سحقا. هنا المؤلف يكتفي بخطوط عامة وافتراضات محددة ويترك فراغات هذا العالم يملؤها القارئ من ذهنه بتفاصيل العالم الطبيعي, لذا فإن لم يحدد المؤلف خاصية معينة لعالمه فإن ما قد يحدث من تناقض مع الواقع والمنطق يثير ضيق القارئ وتحفظه.
كمثال فلو أن الكاتب افترض وجود عالم تحت الماء, حين يتحدث عن النباتات الموجودة والصباح المشرق فسيصطدم مع الافتراض المنطقي والطبيعي بأن آشعة الشمس غير قادرة على اختراق طبقات الماء لتصنع نهارا مشرقا, ولن ينفعه حديثه عن أنه عالم خيالي لأن إجادة تصميم هذا العالم جزء من عملية الكتابة.
 المشكلة الثانية في العالم المتخيل هي الاضطرار للخوض في الكثير من التفاصيل, وهي بالطبع مرتبطة بالمشكلة الأولى, فالمؤلف مضطر لأن يضع قوانين وقواعد عالمه للقارئ لكي يفهمها, هذا يشغل مساحة كبيرة من العمل ولو وضعت مرة واحدة فقد تمثل جزءا مملا وكاشفا للأحداث بينما لو جزأها حسب الاحتياج لاستخدامها فسيقع في فخ الاستسهال أي أنه يضع الحل التخيلي السهل لبطله كلما احتاجه.
 هناك عدة للتغلب على هذه المشكلة منها: المناورة ببراعة بحيث يختصر المؤلف الوصف قدر المستطاع. فهو يختزل أوصافه ويعتمد على ملأ الفراغات بدرجة كبيرة على واقعنا الحقيقي مكتفيا بذكر المعالم أو الفروق الرئيسية لعالمه الافتراضي.
أو وضع فصل تعريفي في بداية القصة يحوي كل التفاصيل مخصص بوضوح لشرح هذا العالم الوهمي. تخصيص فصل كامل أو نصف فصل يشرح هذا العالم برغم من أنه أحيانا يمثل خروجا عن لغة السرد لكنه قد يلعب دورا مهما في الأعمال الضخمة المتشابكة حيث يمثل خريطة يرجع إليها القارئ كلما احتاج.
أو جعل البطل غريبا على هذا العالم يتعرف عليه مع القارئ ويكتشف أسراره جزءا جزءا كلما وجهته الأحداث. هنا نستخدم حيلة (التعلم) التدريجي لترك مساحة أكبر لخلق الأحداث مع تواجد تبرير أدبي لوضع تفسير وشرح الظواهر الغريبة المختلقة وسط الأحداث.
طريقة أخرى هي خلق أحداث أو حوارات ثانوية تشرح شكل/تاريخ/خصائص العالم التي سيحتاجها الكاتب في الرواية وتوضع موزعة في الرواية بترتيب مختلف عن احتياج البطل لها, المسألة شبيهة بتقنية الزرع, حيث يسمع البطل أو يمر بتجربة تمنحه معلومة غير مفيدة أو تمنحه أداة غير هامة ثم بعد ذلك يتعرض لموقف منفصل تماما بعد فصول عدة يستخدم فيه هذه الأداة أو المعلومة. الفارق هنا أن المؤلف لا يستخدمها لمساعدة البطل وإنما لمساعدة القارئ عبر رسم خريطة للعالم المتخيل.
مثلا يفترض للبطل أن يقوم برحلة للحصول على هدف ما فيأتي شخص يحذره ويقول: أتريد الذهاب إلى كذا؟ سيكون عليك المرور بمخاطر كذا في مدينة كذا ثم تعبر البحر ثم تمشي في الصحراء الخ الغرض من هذا التحذير هو رسم جغرافيا سريعة لرحلة البطل, ويمكن إضافة الديموغرافيا أو الرسم السكاني للجغرافي فمدينة كذا هي الموطن الرئيسي لمخلوقات كذا التي تعيش على لحوم البشر وتطير بسرعة خارق الخ. ولا يقابل البطل هذه المخلوقات في تلك المدينة وإنما يحتك بها في موقف آخر فيتعرف عليها القارئ من حديث الشخص الذي حذر البطل سابقا.
 وهكذا هلم جرا, تحذير ما هنا وحكاية عن مغامرة هناك ووصف لجار أصله من مكان غريب كمدخل لوصف هذا المكان تتجمع تدريجيا من مجموعة من الاحاديث والمغامرات الثانوية شكل لهذا العالم الافتراضي.
مشكلة ثالثة عكسية يتعرض لها مستخدم تقنية العوالم الوهمية. وهي الإفراط في الغرابة أو الإفراط في البعد عن الإنساني. فلو أتى المؤلف بعالم يسكنه البط مثلا كمخلوقات عاقلة مهيمنة, واستخدم لهذا العالم دراسات في نفسية الطيور فهو يتحدث عن اعشاش وعن عملية وضع البيض وعن مشاكل نفسية بسبب نقص الأعلاف وعن تمشيط الريش الخ فهنا يحدث انفصال وغربة عنيفة للقارئ عن أبطال المؤلف, فمهما كانت غرابة العمل وحب القارئ للخيال فهو في النهاية يريد أن يرى نفسه (على الأقل على مستوى المشاعر وردود الأفعال) في شخصيات العمل الذي يقرأه. الإسراف في الغرابة ليس دليل براعة في الخيال وإنما تنفير للقارئ.
هناك مشكلات أخرى معتادة غير مرتبطة بالفانتازيا ذاتها, كتناقض الكاتب مع نفسه, يحدث هذا في الاعمال المتعددة الاجزاء حيث ينسى الكاتب قاعدة وضعها في بدايات الكتابة ويذكر ما يخالفها في الجزء السادس, اعادة قراءة ما كتبته يكون مفيدا جدا في هذه الحالة! ضعف دوافع الابطال فالكاتب يجعلهم يمرون بمغامرات هائلة لأجل اسباب غير مقنعة للقارئ, لا تعود بالنفع على البطل مثل هذه المشاكل والسلبيات سنحاول بإذن الله مراجعتها في سلسلة مستقلة عن مشاكل وتقنيات الكتابة ورسم الشخصيات. وهو ما سيكون موضوعا عاما وليس مقتصرا على الفانتازيا.
 **********************

5. تقنيات المكان الحصين: الهروب إلى الحصن/العصمة/القمقم

 تقنيات المكان الحصين هي مجموعة من الحيل التي يستخدمها الكاتب مستعينا بمادة/شخصية/مكان حصين غير قابل للاختراق إما كملجأ آمن (العصمة) أو سجن خارق (القمقم)
 تستخدم هذه التقنية كالوجه الآخر للعملة لتقنية كعب أخيل أو الكربتونيت. فبدلا من نقطة الضعف الوحيدة التي تعجز أمامها قوة البطل تصنع تقنيات التحصين منطقة القوة التي يستعين بها البطل إما لحماية نفسه أو للسيطرة على قوى عدوه الخارقة.
 كثيرا ما تأتي تقنية الحصن في قلب الحبكة وترتبط بذروة الصراع

أ. تقنية العصمة:العصمة أداة نجاة محدودة الزمان أو المكان أو كلاهما. 

 والعصمة كفكرة ليست غريبة عن الأدب الواقعي ولا الواقع, في حياتنا كثيرا ما نصنع ما يشبه الملجأ الآمن الذي نهرب إليه من المشاكل, في التراث الديني عصم الله (سبحانه وتعالى) نبيه محمد من الناس, وعصم الأنبياء من الخطأ. في التاريخ كان الملوك يمنحون لبعض ندمائهم ما يشبه تصريحا شاملا بالعبث كعفو مطلق لا يعاقبهم أحد على أخطائهم. في الحياة الحالية يلجأ رجال الأعمال لمقاعد البرلمان لتعصمهم حصانتها من المسائلة.
في الفانتازيا تكون العصمة مطلقة, فلسبب ما يوضحه أو لا يوضحه الكاتب يمتلك العنصر الذي يحمل العصمة (مكان أو شيء) مناعة خارقة ضد العدو تعجز أمامه قوته, قد تكون هذه المناعة مؤقتة أو دائمة, مشروطة أو غير مشروطة: الفكرة هنا أن المؤلف يستعين بعنصر ما ليحمي بطله بقوة غير عادية, قد يكون مكان ما لا تستطيع قوى الشر اختراقه (كما كانت ريفنديل مدينة الجن في الأرض الوسطى في روايتي الهوبيت وسيد الخواتم) أو منزل محصن بالتعاويذ (منزل سبايدر ريك في الفيلم وليس القصة كان محاطا بدائرة سحرية مضادة للاختراق) أو تعويذة/تميمة (كصنع دائرة ملح أو كلمات تحمي ضد الشر كالآيات القرآنية, ارتداء الصليب في وجه مصاصي الدماء) ومن الأشكال الشائعة التي تشبه القفل السري: الطلسم الذي لا يقدر سوى شخص واحد فقط على استخدامه.
 نلاحظ هنا كثافة الاستخدام الديني ليكون عنصر الحماية. فالمدينة المقدسة أو الصليب او الماء المقدس أو المبارك أو المسجد أو الكنيسة أو آيات الاستعاذة كلها تستخدم كعنصر عصمة وحماية في مواجهة شرور ما وراء طبيعية. وهذا يمنح الكاتب مبرر منطقي ومفهوم من حياة القارئ حسب ثقافته في رحلة السعي لمواجهة قوى الشر.
 وهذه الأشكال المتعددة للعصمة تستخدم لخدمة أو حتى صنع حبكة القصة, فقد يكون الملجأ الآمن هو هدف البطل الذي يسعى للوصول له ليفرض حماية أبدية على نفسه أو على شخص أو شيء يقوم بحمايته. أحيانا يكون الغرض من الرحلة عكسيا حيث يسعى البطل لاخراج المختار /الأداة الخارقة من هذا الملجأ ليحققا قدرهما, فتكون حبكة القصة هي الرحلة لهذا الملجأ ومحاولة الشر منعه من الوصول إليه.
تمثل كل حالة كنزا من الاحتمالات لتعميق الصراع الداخلي في القصة, فالشخص الذي وصل أو عاش داخل هذه الدائرة الآمنة يشعر حتما بصراع نلمسه في أيامنا هذه, الصراع بين الرغبة في الاستقرار في القاع وبين المخاطرة للوصول للأفضل.

ب. تقنية القمقم:

 بينما العصمة أداة نجاة لقوى الخير فالقمقم أداة حبس محدودة المكان أو الزمان أو كلاهما. هو سجن خارق أو قصور فوق الطبيعي يستخدمه البطل للسيطرة على قوى الشر الفائقة وحبسها.
أشهر هذه الأدوات وأقدمها هو القمقم الذي يحبس المارد مختوما بختم سحري(تعويذة القدماء) ديني (كختم الملك سليمان) وحين يطلق البطل القمقم بغبائه تقع المواجهة بينه وبين الجني ويسعى لإعادته للقمقم مرة أخرى.
 استخدامات هذه التقنية في الحبكة متعددة للغاية فأحيانا تستخدم حيث يسعى البطل لمنع قوى الشر من تدمير القمقم وإطلاق القوة القديمة المحبوسة أو لاستدراج قوى الشر لهذا القمقم الخارق (بالحيلة غالبا) لحبسه هناك.
استخدام مختلف مشترك للعصمة والقمقم هو الهوركروكس. الفكرة التي وضعها تولكين في الخاتم السيد وطبقتها رولينج بوضوح في الهوركروكس. مخبأ لقوة الشر تحميه من التدمير حين ينتصر عليه الخصوم لكنها تمزج بين القمقم والعصمة في وقت واحد
فهنا الشر هو من حبس نفسه في هذا القمقم ليحفظ نفسه من الهلاك أثناء مواجهته الخطر, هذا يعني مهمة إضافية أمام البطل بجانب منع إنطلاق القوة الكاملة من القمقم وهي تدميره.
 مثال على هذا الاستخدام هو الخاتم السيد في ملحمة سيد الخواتم, فالشرير سورون وضع قوته في الخاتم الأوحد ليحميها. قوى الخير تسعى سعيا مزدوجا الأول منع وصول الخاتم لأيدي الخيالة السوداء التي تسعى لاطلاق قوة سورون الجبارة الكاملة من الخاتم ومن ناحية أخر تسعى لتدمير هذا الخاتم نهائيا لتحطيم سورون إلى الأبد.
ومن أجمل تطبيقات تقنية القمقم الهوركروكس في الصراع سلسلة هاري بوتر, فحتى الجزء الرابع مهمة بوتر ورفاقه (معلمه دمبلدور وأصدقائه) منع انطلاق القمقم, منع الورد فولدمورت من العودة للحياة الكاملة بالقوة الكاملة بعد أن أصبح يعاني من قصور وعجز كبير في قوته نتيجة هزيمته أمام الحماية التي وضعتها أم هاري عليه لتنقذه مضحية بنفسها (تقنية عصمة). لكن حبكة منع القمقم من الانطلاق لم تستغرق سوى نصف المعركة ففي نهاية الرابع فشل البطل وعاد الشرير لقمة قوته وضاعفها بالقضاء على أقوى خصومه دمبلدور ووزارة السحر. وتبدأ المرحلة الثانية من الحرب بغرض القضاء على الشر وليس مجرد احتواءه إلى جانب مهمة تدمير الهوركروسات السبب في بقاء الشر حيا.
هذه التقنية تتهرب من واحدة من مشكلات تقنية القمقم الرئيسية إذا اعتمد الحبس في القمقم كحسم للصراع. إذ أن الشر هنا تم احتواءه وليس القضاء عليه بما يمنحه فرصة للعودة, طبعا نفس المشكلة تتحول إلى فرصة لخلق نهليات مفتوحة أو أجزاء تالية.

ج: الطلسم:

 يشترك الطلسم مع القمقم والعصمة في كونه حماية خارقة, لكنه يختلف عنهما في غرض الحماية وطريقة تجاوزها. فالطلسم هنا يمثل نوع من قفل الأمان المعد لاستخدام شخص واحد فقط, فهو يحمي إما كنزا أو سلاحا خارقا لا يقدر على استخدامه سوى الشخص المكتوب في القدر. من اشهر الطلاسم هو طلسم حماية مصباح علاء الدين وطلسم حماية الديك المرصود لسيف ابن ذي يزن

د. الرصد: 

الرصد ليس وسيلة حماية قدر ما هو وسيلة توريث, هو حالة وسط بين تقنيات العصمة وتقنيات النبؤات. فالرصد يخصص شيئا عبر استخدام السحر كي يحتفظ به لشخص قادم عبر الزمن (حفيد يحمل دماء الراصد-المختار الذي تنبأت به النبؤة الخ) الاستخدام نادر حاليا في الأدب الحديث رغم كثافته في التراث.
***********************
#يتبع

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

هاي