الاثنين، 14 نوفمبر 2016

The beg who want to be eaten تربيع الدائرة

بالنسبة للمترجم يستحق وحده 4نجمات ونصف, مجهود رائع لمواضيع صعبة ومثيرة للبلبلة وعثراته اضعف من ان تلحظ
ترجمة رائعة يستحق عليها التهنئة
بالنسبة للكتاب نفسه فينصفه الثلاث نجوم
الكتاب بدا لي انه تجميع لمقالات منشورة في جريدة او مجبلة لكثرة تكرار الفكرة والاحالة لقضايا اخرى داخل الكتاب
الكتاب عبارة عن رياضة ذهنية ممتعة سلسلة من المواقف بعضها متخيل وبعضها حقيقي مع تعديلات معينة لقياس مدةى فهمك لذاتك وانفتاحك للعالم وحقيقة اخلاقياتك ومنابعها
لكنه ليس لأي قارئ, فهو حتما غير مناسب للقارئ البسيط الذي قد يزلزل الكتاب مفهومه وعقائده دون امتلاكه لما يوازن به الحيرة التي يبثها المؤلف في الصفحات (المؤلف يركز على الاسئلة اكثر من الاجوبة كعادة الفلاسفة باستثناء قطاع الإله والخلق) وليس مناسب للقارئ الكمي الذي يمضي على نفس نهج حاملي التوراة (كمثل الحمار يحمل اسفارا) ويكتفي بالابنهار بالاراء والافكار الغريبة ويسارع الى اي تشكك يستغله في خلع افكاره وافكار مجتمعه عنه والقاءها دون محاولة للبحث عن الرد

كفائدة الكتاب رياضة ذهنية, مفيد لضرب المسلمات البسيطة التي نعيش معها يوميا ولو تاملنا فيها فسنصطدم بانها اكثر تعقيدا مما نتخيل (كمفاهيم اللون والطعم والاحساس والوعي والالم الخ)
الكتاب مفيد كذلك في التعرف على الجانب العملي من الفلسفة. وهو جانب تدهور في عالمنا العربي خاصة بعد موت مجموعة من انشط الفلاسفة العمليين في مصر واعتبار كتبهم مجرد تراث ادبي في غياب النقاش والحركة التي كانت تثيرها مقالاتهم
وصل الامر ان قرأت تعليقا لصديق يصف مصطفى محمود بانه لا يفهم كيف يتم اعتباره فيلسوفا والا فاين مذهبه الاكاديمي ثم خفف من الكلمة وقال انه متفلسف وليس فيلسوف :)
يظل في الكتاب بعض النقاط التي تحتاج لتعليق وبعضها سلبيات صريحة
أولا التكرار: الكتاب يحتوي على 100لغز فلسفي /فكري//لغوي
لكن هناك ثلاث افكار رئيسية تكررتسواء بتناول وجهة نظر جديدة او بنفس وجهة النظر السابقة بمجرد اعادة صياغة
1. مفهوم الانا او الوعي بالذات
2. مفهوم الاخلاق وعلاقتها بالصح والخطأ وبالصالح العام
3. مفهوم الاله والخلق والقدرة الالهية وهذا بسبب التحيز اضعف اجزاء الكتاب
بالاضافة لافكار اخرى تكررت بمعدل اقل مثل: تاثير القلة او التقربية -مفهوم ذاتية التجربة وفي الوقت ذاته عموميتها عبر اللغة--تناقض الاعتماد الكلي على المنطق والتجربة الشخصية

تناول الافكار تنوع بين الاجوبة المفتوحة واثارة الذهن باكثر من احتمال (كما نبه المترجم لذلك) بينما بعضها سقط في تحيزات الكاتب سواء التحيز للانسانية على حساب العقل او التحيز للالحاد على حساب الايمان

السلبية الثانية سلبية علمية لا اعرف هل بسبب عدم اطلاع الكاتب على العلوم البحتة خاصة علوم الاحصاء والرياضيات ام بقصد التجاهل لاتاحة التفكير للقارئ حرا بدون اجوبة نهائية؟ الكثير من الافكار التي ناقشها لها حلول رياضية بسيطة اختص بها بديهيات في علم الاحصاء يجبر على التعاطي معها اي عالم تطبيقي. مفاهيم الاحتمالية-حالة الفوضى وتاثير الفراشة-التراكمية-مفهوم الاجابات والمسارات المتوازية في فزياء الكم-مبدأ عدم التاكد كلها اجابت بشكل شامل عن الكثير من القضايا المعلقة كالمفوم التراكمي لازالة ذرة الرمل من كومة رمال او متناقضة سباق اخيل والسلحفاة الخ

السلبية الثالثة في الافكار التي تناولت الجانب الالهي. ظهر انحياز الكتب لافكار معينة في مناقشته لبعض القضايا الاخلاقية ومفاهيم الصح والخطأ لكن بصورة مخففة مع اتاحة الفرصة لاجوبة مضادة احيانا. فيما يتعلق بالالوهية انحيازه للالحاد جعله يتجاهل ردودا مشهورة على الكثير من القضايا التي ذكرها (كمفهوم تربيع الدائرة وان الخطأ في السؤال وليس في القدرة مع تجاهل احتمالية تغيير المفهوم داخل عقل الفيلسوف كجزأ من كلية القدرة) تجاهله لحجج مضادة فحين تناول بسخرية لاذعة فكرة البستاني الخفي تجاهل مبررات من يتحدث عن البستاني بأن هناك شجر مقلم فمن الجنون ان تفترض ان الرياح هي التي قلمته المرة الوحيدة التي ذكر فيها حجج مضادة كانت ردا ساذجا على احجية المقامرة الشهيرة المؤيدة للالوهية والايمان: انت ملحد فانتاما تتلاشى بعد الموت او تعذب بينما لو مؤمن اما تتلاشى وتستوي مع الملحد او تنعم فالافضل لك هو الرهان على الايمان
هنا فقط تحرك الكاتب لوضع ردود تعتمد على الحظ والمساواة وتتجاهل دور العقل في الموازنة والدراسة والمقارنة بين الاديان
كذلك اغفل تفسيرات وقواعد دينية متعددة. فكل الاديان تميز بين البشر والانبياء بينما هو يفترض المساواة وعدم العصمة واستواء نزول الوحي على عامة البشر. حين تناقش قصة الذبح والاضحية فإما ان تناقشها في اطارها وان المقصود بها انبياء اختصوا عن بقية البشر بنبوة ووحي واما ان تناقشها بصورة مجردة فيصبح حديثك عن وضعية الوحي واختلاف المقاصد بلا محل
ما يمكن ان يخفف فقط من هذا الانحياز هو ان في الكتاب مناقشات اخرى تزلزل الاعتماد الكلي على العقل في فهم ما وراء الذات والطبيعة وحتى ما في داخل الذات والطبيعة. فالاعتماد على المنطق لنفي الالوهية مماثل للاعتماد الطلق عليه لنفي السبق عن اخيل وهو يطارد السلحفاة ولنفي القروية الهندية لامكانية ان يتواجد نهر يجع بين الثلج والماء معا

ليست هناك تعليقات: