الثلاثاء، 27 مايو 2008

الطريق إلي جهنم مفروش بالنوايا الحسنه


Nayagan
நாயகன்
مبدئيا الفيلم ليس سياسي او يعالج قضيه سياسيه صريحه او شائكه كبقية الأفلام السياسيه الشهيره في السنيما الهنديه.. لكن له قصة اجتماعيه محورها شخصيه سياسيه على مستوى المحيط التي تتعامل معه، شخصيه اتخذت مبدأ معين صار سياستها التي تتعامل بها بعد ذلك. تخيل قصه الاب الروحي بروح هنديه مع خليط من قصه حقيقيه لشخص عاش فعلا في بومباي يدعي Varadarajan Mudaliar و نفحه من خيال و قلم ماني رتنام ********************
عن قصة الفيلم و الشخصيه الرئيسيه فيه فيلو نايجان ..طفل تاميلي والده احد رؤساء النقابات العماليه المطالبه بحقوقها و المنطقي ان الشخصيات مثل هذه عمرها قصير جدا لأسباب سياسيه و قهريه .. الطفل الصغير انتقم لموت والده و ارتكب اول جريمه في حياته بقتل الضابط قاتل والده و بعدها التسلل لأحد القطارات المتجهه لبومباي .. المدينه الكبيره جدا علي قلب طفل صغير ..يلتقطه طفل اخر من مجتمع عشوائيات يحيا به تجمع من الهنود ذوي الاصول التاميليه في مثال يذكرك بقهوة الصعايده في مصر. و هي نغمه سائده جدا في كل أفلام السنيمات الجنوبيه سواء تاميل او تيلوج او ملايالم..الخ :الاختلاف
نحن مختلفين عنهم..لسنا مثلهم .. لسنا كناطقي الهنديه الأوغاد في اغلب الوقت
و إتباعا لأسلوب حشد القضايا الشهير الذي تشتهر به السنيما الهنديه نجد فيلو الهندوسي يحيا مع اسره تاميليه مسلمه تربيه كأبنها و هو اسلوب شائع جدا لبيان العلاقات الهندوسيه – المسلمه الجميله و التوافق و التجانس الاجتماعي الذي تنعم به الهند بين اتباع الديانات المختلفه.
المهم ان الاب المسلم يعمل في تهريب البضائع ذات الجمارك الغاليه كالأدويه و غيرها و بالتالي يعمل فيلو معه
و في حوار بين فيلو و الاب يسأله فيه فيلو: انت تصلي و تصوم و تقرأ القرآن و تذهب للمسجد فكيف ترتكب معصيه و جريمه التهريب
الاب :لكني اساعد الناس ... و كل ما يخدم الناس ليس بمعصيهجمله لو علم الاب انها ستشكل مصير و حياه هذا الطفل و حياه كثيرين غيره ربما لما قالها اصلا
و ربما لو عرف ان الطريق لجهنم مفروش بالنوايا الحسنه لما قالها ابدا ، لو علم انها المبدأ السياسي الذي نطقه في لحظه سذاجه و سنّه للفتى ليسير عليه بقيه عمره و لتسبب مآسيه كلها..لما نطقها ابدا
يكبرالفتي و يشب و يصلب عوده و يذهب في احد المرات بدلا من والده الرافض لعمله في التهريب قائلا له دع معصيتي تموت معي .. لكن الفتي يبالغ في طلب اجر ما قام به لتغلبه علي بعض رجال الجمارك بخدعه ذكيه النتيجه ان يرد احد رجال الشرطه المتواطئين بقتل الاب .هنا و هنا فقط تبدأ الامور في التحرك بمنحني اخر في شخصيه الفتي .. يقتل الضابط علي رؤوس الاشهاد و يرفض السكان الذين عانوا من هذا الضابط الامرين الشهاده ضده و يقيد الحادث ضد مجهول .. و نري بعد ذلك موقف اخر يسهم في تغيير شخصيته .. بعدما تباع ارض الحكر العشوائي الذي يعيشون فيه لبناء مصنع فيجمه اهالي المنطقه و في هجوم منظم يقومون بتحطيم كل ذره و شبر في منزل صاحب الارض الراشي لمسئولي الحكومه . و كيف تطور عمله حتي صار ابا روحيا لسكان هذه المنطقه يسعون اليه لحل مشاكلهم المستعصيه ..و في خلاف علي السيطره مع بعض العصابات الاخري و مع اقتباس صريح من فيلم الاب الروحي تقتل زوجته و يسعي للأنتقام بأسلوب يشابه الي حد كبير الفيلم الامريكي.تمر سنوات اخري و نجد الرجل قد شاب شعره و ابنه يسعي ان يصبح مثله و هو رافض لذلك نفس الرفض الذي رفضه مربيه العجوز المسلم عندما قال له دع معصيتي تموت معي. يقتل الابن في احد المهام و تهرب الابنه بعيدا و لا يجد جواره سوي صديقه العجوز و الابن المعاق ذهنيا لضابط الشرطه الذي قتله في البدايه و تولاه بالتربيه و الانفاق عليه ثم جعله ساعدا ايمن له.بعد سلسله من الحوادث و المحاولات من الشرطه للقبض عليه و مناوشات الاهالي مع الشرطه يسلم العجوز نفسه و بالطبع يرفض الجميع الشهاده ضده رغم الحاح مفتش الشرطه الجديد في المدينه علي الجميع و منهم ارمله الضابط الفاسد و ام الفتي المعاق ذهنيا و التي رغم معرفتها بأنه قتل زوجها الا انها تعترف بأنه من منح ولدها حياه جديده.منطقي ان رفضت المحكمه القضيه لعدم كفايه الادله .. لكن تنتهي حياه هذا الشخص برصاصه صائبه اطلقها الفتي المعاق ذهنيا .. انتقاما لوالده الذي لم يكد يعرفه!!!!
*********************************
هناك مشاهد راااااائعه في الفيلم ..كأداء تمثيلي و حوار مثلا مشهد الابنه المعترضه علي اباها والتي تسأله كيف يقوم بكل هذا بضمير مرتاح فيخبرها انه يفعل ما يراه صوابا فتصفع مساعده و صديقه العجوز .. فيرد اباها بضربها فتسأله لم فعلت هذا؟؟
فيقول لها لأنك اخطأتً .. فترد قائله لكني فعلت ما اراه صوابا !!!
مشهد ابنته الطفله و هي تسأله يقولون انك من تسبب بقتل امي فهل هذا صحيح و تظل ملتصقه بشباك القطار منتظره الاجابه و تلح عليها و القطار يبتعد مع و جه الاب المتبلد و عيونه الممتلئه بدموع لم تهطل
مشهد اخر في نهايه الفيلم عندما يسأل الحفيد جده العجوز لم تقبض الشرطه عليك ؟ أأنت طيب ام شرير
براءه الاطفال التي تحول كل ما بالحياه لأبيض او اسود بدون اي درجات للون الرمادي
و يرد الجد في حيره : لا اعرف
ما بين سؤال الحفيد و رد الجد اربع ثوان من الصمت مر فيهم الف نعم و الف لا علي وجه العجوز لينتهي الامر بتعبير حيره يتجلي في رده بلا اعرف.
مشهد جمع ما بين فيلو و زوج ابنته ضابط الشرطه الذي يطارده وسؤال ضابط الشرطه له : لما يحبك الجميع هكذا ..قد رأيت اناسا يشعلون النار في انفسهم دفاعا عنك.. اانت ملاك ام شيطان؟ سألتهم جميعا عليك و كل ما وجدت انك مثلي تماما لكنك بدون زي رسمي
كل هذا و بطلنا جالس يستمع له بعدم فهم ليقول له في النهايه : انا رجل جاهل لا افقه شيئا مما قلت لكني ظننت انني اساعد الناس بما اقدر
اجمل ما بالفيلم من وجهه نظري اداء ابطاله مع الاسف لا اعرف من اسمائهم سوا اسم بطل الرئيسي كمال حسن ..ممثل قدير يليه السيناريو المتماسك جدااااا بدون اي قصص جانبيه و مركز تماما في هدفه هو اتباع تفاصيل حياه فيلو نايجان ..و الاغراق الرهيب في المحليه الهنديه علي عكس كل اقتباسات الاب الروحي السابقه في كل سنيمات العالم و التي مالت كلها للغربيه .. الا هذا فهو هندي تماما الفيلم يعرض الهند كحقيقه و ليس حلم كما في بقيه الافلام الهنديه المعروفه ..فتري الحكر العشوائي بكل قذارته و الاوحال التي تغطيه و تري ابطال هنا اشخاص عاديون و لا يوجد بينهم بطلات فاتنات يرتدين الساري الحرير و يغنين فوق تلال خضراء .حتي الاغاني نفسها كلها في اماكن الحدث بدون اي اغاني تخيليه و واعترف بعدم اقتناعي بها كلها الا واحده تتردد في خلفيات المشاهد و تتحدث عن الغزال الابيض البرئ و الذي تلوثت دماءه و اغتيلت برائته فمن فعلها.. غير ذلك الموسيقي التصويريه لملحنهاIlaiyaraaja نفسها جميله جدا و ملاءمه لغالبيه المشاهد اجمل ما بالفيلم ايضا .. الجدل الذي يترك عقل المشاهد فيه ..فهل هذا شخص سئ ام حسن ؟؟؟ هو ساعد الجميع .. لكنه خالف القانون هو من حمل هموم الناس لكن مقابل اذي اخرين .. ربما الاخرين لم يكونوا بالاخيار لكن من نصبه حكما ؟؟ لكن الحكم يتاجل في اي محكمه ..
فالشخصيه المحوريه هنا و هي فيلو يبدو كحاكم او رئيس دوله صغيره مكونها حي شعبي صغير هو حاكمه و الآمر الناهي فيه.. يحكمه باسلوبه و ما فيه من رخاء لشعبه كما يرى هو ، حتى لو كان هذا الحكم يتعرض بالسوء للأخرين. لديه تعريفه الشخصي للصواب و الخطا و لا يوجد لديه منطقه رماديه في الوسط بينهما فمع شخصيه كشخصيته نرى الامور تجري بمنظور طفولي غريب لشخصيه كهذه فهو لا يرى سوا الخير او الشر لكن لا يرى النفس الانسانيه العاديه بكل مساوئها و بالتالي يطبق عدالته بنفس المنظور .. لكل طبيعه خطأ عقاب معين و في الغالب عقابه هذا اما من التعذيب او القتل.
من ناحية هو الاب لجميع شعبه و من ناحية اخرى هو الشرير القاتل الذي يتم اطفال الاخرين. لكن هل كان الاخرين اخيارا ً ؟
من نصبه حكما لذلك؟
جدل يظل فيه عقل المشاهد طوال مشاهدته للفيلم و ما بعده و لن يخرج منه سوى بنسيانه..لكن مع الاسف لن ينساه.

*****************************

ليست هناك تعليقات: